الآفاق الإبداعية للتصميم تقتحم تفاصيلحياتنا!
يعتقد الكثير منا أن التصميم ملكة ابداعية تنفرد بها نخبة من المميزين و يعتبر هذا المعتقد صحيحاً إلى حد بعيد غير أن هذا التعريف يبدو ضيقاً لأنه يفتقر إلى الشمول حيث يعتبر التصميم أحد أعرق المجالات الإبداعية و أوسعها انتشاراً لما تتميز به من حس فني عال، و أثر إيجابي يخدم الأذواق الراقية و يعكس الخيال فيحولها إلى واقع..
وإذا كان المصمم إنساناً مبدعاً بامتياز يتمتع بقدرة مذهلة على النبوغ في مجالات التصميم المختلفة فإن كلا ًمنا لا بد أنه قد حدث وتقمص دور المصمم في مرحلة ما من محطات حياته....إن التصميم فن أزلي بدأ مع بداية الكون و انبثقت آفاقه و تفجرت تبعاً للتطور الفكري الإنساني.
التصميم فن كوني:
أنظر إلى الكون المحيط بك لوهلة وتأمل دقته المتناهية، براعة تصويره وتناسقه المطرد... سيدفعك هذا التأمل حتما إلى التساؤل عن مصممه. إن الكون تصميم دقيق ترعاه اليد الإلهية ببراعة تفوق الوصف و إتقان يتجاوز التصور. مقاييس بالغة الدقة و تنسيق معجز هو بداية إدراكنا لمعنى التصميم، فهل هناك مجالات أخرى في حياتنا تتخذ من هذا المجال مبدءا لها.
آفاق لا حدود لها...
يدخل التصميم في كل التفاصيل الدقيقة لحياتنا بداية من الملبس إلى المنزل الذي تسكنه و الحيز الذي تشغله في وظيفتك، أثاث مكتبك و جهاز حاسبك و أنظمة تشغيله، شكل مركبتك وتنسيق لوحة تحكمها، و هذه الامتدادات في الحقيقة كلها آفاق إبداعية للمصمم يجعل منها موضوعاً تخيلياً سرعان ما يحوله إلى واقع..
يتطلب التصميم مهارات فطرية أولية تتطور و تزيد كفاءة عن طريق الصقل والتطوير فتنمو موهبة المصمم حيث يتم تطوير المهارات بشكل دقيق و متناغم وفق خطة مدروسة تخضع للمقاييس العالمية للتصميم ليتم الخروج بشكل نهائي يعكس النظرة الأولية للمصمم.
مهارة فطرية وتدريب...
كما أسلفنا فإن التصميم يعتمد على ملكة أولية يعززها التدريب حيث يشترط في المصمم أن يكون مبدئياً متمرساً في فنون الرسم وتناغم الألوان و تدرجاتها كما ينبغي أن يكون مطلعا على التحديثات المتاحة في مجال اختصاصه.ينبغي للمصمم أن يكون بالغ الدقة محترماً للمقاييس العالمية كما يجيد التنسيق بين الصور، و الخلفيات، وتوزيع الأشكال على المساحات إضافة إلى تقنيات التظليل على اختلافها، و يتيح العالم الافتراضي اليوم مجموعة من البرامج و الإعدادات التي تتيح للمصمم تطويراً مستمراً و تدريباً تطبيقياً لصقل مهاراته..
ًأكثر مجالات التصميم رواجا:
لقد أصبح التصميم جزءاً بالغ الأهمية في حياة الإنسان المعاصر. حيث تحرص أكبر الشركات على بناء او تطوير شعارتها من أكفء المصممين، و أبرعهم وايضاً أصبحت تلجأ إلى التصميم كمطلب استعجالي ملح لأنه أول ما سيجذب الزبون للخدمة المقدمة..
و مع التطور المذهل لفن التصميم، و اتساع مجالاته أصبح من الضروري لكل منا أن يدرك مدى اهميته المتماشيه مع العصر المواكبه لتطور.