لكم قاسيت وعانيت منك.

ولكم ضقت بك ذرعًا، وسئمت حياتي الممتدة معك.

كأني بين يديك صخرة صماء، لا إحساس فيها ولا حياة، تأخذني حيث شئت خفضًا ورفعًا، وترمي بي في أي واد تشاء، وتأتي إلي بمعول سيفك البتار فتضربني الضربة تلو الضربة، لا تبالي ولا تحس بما أعانيه منك.

لو كانت لي قدرة لنفيتك عن ملكوت السماء، وعن ملكوت الأرض، وأخرجتك إلى سجن أبدي تقاسي فيه أشد العناء، وتذوق فيه أشد البلاء، فتعسًا لك وتبًا.

لست ألعوبة بين يديك أيها - الشقي-.

فتعسًا لك وتبًا.

تذرني مذهول القلب، مجتوى العقل، لا أحس، ولا أبصر، ولا أسمع، ولا أرى، ولا أفكر، تجعل روحي معلقة في طوايا جسدي الذي لا أحس به لكثرة أوجاعك، وعظم أسقامك وأدوائك.

أيها التعيس الذي اتعست حياتي، أيها الشقي الذي أشقيت روحي، أيها المحتال المتربص العنيد الذي أعياني همه وأضناني كدره.

لكم آذيت قلبي، ولكم آذيت روحي، فصبرت ورضيت بقضاء الله لي منك، فلم يزدني هذا منك إلا بؤسًا وألمًا....