Image title

((العالم !! ، إلي أين يسير!؟))

لا شك أن افلاس الاحزاب التقليدية في الدول الديموقراطية - اخلاقيا وسياسيا وفكريا - بالاضافة لفشل العولمة - عامل مهم في صعود نجم الاحزاب والشخصيات اليمينية (الوطنية والقومية) الشعبوية المتشددة كما لو أننا نعود الى أجواء العالم قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى!، باستثناء أن الاحزاب اليسارية (الشيوعية والاشتراكية) كان نجمها يتألق في تلك الحقبة بشكل لامع، بينما هنا في زماننا حتى أحزاب اليسار تعاني من الأفول!.. بل حتى ما سمي باليمين المعتدل الذي برز كحل وسط بدأ يعلن افلاسه ويغادر الساحة!، وهو ما نشاهده اليوم في (البرازيل) التي توصف بأنها رابع ديموقراطية في العالم من حيث الحجم!.. ففي البرازيل يتصاعد اليوم نجم حزب يميني وطني شعبوي متشدد بقيادة ضابط سابق!..كأنما حمى التطرف الوطني أو القومي التي تجتاح العالم الأول والثاني هي رد فعل طبيعي على فشل العولمة وفشل وفساد الاحزاب التقليدية الليبرالية واليسارية، فاذا كان هذا في دول العالم الديموقراطي الأول والثاني وهم من هم!؟، فكيف بنا نحن دول العالم الثالث والرابع ونحن من نحن!؟.. دول العالم الثالث والرابع السائمة و النائمة التي ما إن باتت تحلم ذات يوم بالديموقراطية مع زغاريد الفجر الكاذب حتى استيقظت على وقع كوابيس اخرى اشد من كوابيس واقعها السابق المشين!!؟.. واقع عالمي مريب ولا يبعث كثيرا على التفاؤل خصوصا مع انزلاق الديموقراطية نحو الشعبوية كما في روسيا وتركيا!، الشعبوية التي يعلمنا التاريخ انها هي الخطوة الأولى نحو النظم الشمولية!..وضع مؤسف للغاية حتى إنني بت أتساءل عن دور اخفاق ثورات الربيع العربي وتداعياتها وانعكاساتها على العالم بما فيها حمى الإرهاب وتصاعد موجات الهجرة غير الشرعية من عالمنا لعالمهم؟، هل كان لخيبات الامل المريرة والمصائب الكبيرة التي انتهت اليها ثورات الربيع العربي أثر على صعود اليمين المتشدد في الغرب ضف لهذا الأزمة المالية الكبرى وبوادر اضمحلال الحماسة للاتحاد الاوربي!، فإلي أين يسير العالم!؟؟.. ما رأيكم!؟.

سليم نصر الرقعي 2018