تتخذ الشركات الناشئة وقتاً طويلاً قبل أن تتكون لديها رؤية واضحة ومحفزة، وفي بعض الأحيان لا تهتم بوضعها، وتشرع مباشرةً في التنفيذ وأول عمليات التنفيذ هي بناء فرق العمل بتعيين موظفين للشركة، وفي الأغلب يركز أصحاب الشركات والموارد البشرية فيها على المستوى العلمي لمقدمي السير الذاتية، وخبرتهم في المجال بشكل مباشر، وتُجري اختبارات التوظيف على أساس ذلك دون النظر إلى المصلحة الشخصية للمتقدمين؛ اعتقاداً منهم بأن الموافقة على العرض المالي هو تحقيق لتلك المصلحة، دون معرفة مدى ولاء المتقدمين لرؤية الشركة، إما لعدم وضوحها أو عدم وجودها، أو إغفالاً لأهمية ذلك أو تغافلاً!!

ولعل غياب التوازن بين الولاء لرؤية الشركة والمصلحة الشخصية للموظف هو من أهم عوامل خسارة تلك الشركات، ولغياب ذلك التوازن أسباب رئيسية هي:

1- الرؤية وفهم الطرفين لها بشكل مختلف (أصحاب الشركات والموظفين) :

في بعض الشركات الناشئة تكون الرؤية غير واضحة أو فضفاضة؛ مما يسبب اختلافا في فهمها ما بين صاحب العمل والموظفين وهنا يقع التشويش الكبير لهم، فتتضارب المصالح الشخصية مع الرؤية، ويُكتشف ذلك بعد البدء في العمل، ويؤدي إلى تخبط في تنفيذ الأهداف الاستراتيجية، كما ينتج عنه تقييم غير حقيقي بين الطرفين لبعضهما.

2- المصلحة الشخصية غير معرفة عند صاحب العمل وأحياناً غير مهمة له !!!

وفي بعض الشركات الناشئة قد لا يهتم أصحاب العمل بمعرفة المصالح الشخصية للموظفين بشكل دقيق، إما اعتقادا منهم بأن المصالح الشخصية تحققت عند قبول الموظف للمرتب المعروض، أو أنها لا تهمهم في الأساس ويركزون أكثر على مصالحهم الشخصية في نجاح الشركة وتحقيق الأرباح والنمو.

وغياب ذلك التوازن أثناء بناء فرق العمل يؤدي إلى نتائج سيئة بالنسبة للمشروع تؤدي في النهاية إلى خسارة موارده وتوقفه، والنتائج هي:

1- الموظفون يعملون والأهداف لا تتحقق !

عدم وضوح الرؤية وفهمها يؤدي كما ذكرنا إلى تخبط في محاولة تحقيق الأهداف الاستراتيجية للشركة عن طريق وضع استراتيجيات خاطئة، وبالتالي نشاطات تسبب ضياع الوقت والجهد في بناء فرق العمل دون تحقيق نتائج جيدة للشركة، ويؤدي ذلك إلى تقييم الموظفين بشكل خاطئ، وظهور الخلافات بينهم وبين صاحب العمل، كما تسبب إحباط وتململ كلا الطرفين، وفي النهاية يتجه المشروع نحو الفشل إما لنفاد ميزانيته أو خسارة موظفيه.

2- خروج الكفاءات بشكل مبكر

من الصعب في بناء فرق العمل الحصول على الكفاءات والحفاظ عليها لتعمل على إنجاح المشروع بدون تحقيق مصالحها الشخصية، ولذلك على أصحاب العمل التركيز على فهم تلك المصالح بشكل حقيقي وواضح ، وربط الأهداف الاستراتيجية بتحقيقها، وإلا فإن تلك الكفاءات ستبدأ البحث عن مكان آخر لتحقيق مصالحها، ويرتفع مع ذلك معدل دوران الموظفين بالشركة، ويؤدي أحياناً إلى ترهل الهياكل التنظيمية في محاولة لتعويض تلك الكفاءات.

3- أن تصبح الشركة محطة عبور!!

من أخطر نتائج الفهم الخاطئ بأن المصالح الشخصية للموظفين تتحقق بمجرد موافقتهم على المرتب المعروض، أن يوجد هناك بعض النماذج للموظفين الذين يوافقون على التوظف في الشركات الناشئة بسبب حاجاتهم الآنية لتدفقات مالية، وعدم وجود فرص أفضل بالنسبة لهم لتحقيق مصالحهم الشخصية، فتكون تلك الموافقة مؤقتة إلى حين توفر فرصة أفضل يتحصلون عليها بالبحث الدائم عنها أثناء وجودهم في الشركة!.

 

البداية المنهجية لتأسيس الأعمال والشركات الناشئة نتيجتها وضوح الرؤية والرسالة والقيم، واستخدام بطاقة الأداء المتوازن لوضع الأهداف الاستراتيجية: ( أهداف مالية ، أهداف رضا العملاء، أهداف العمليات الداخلية، أهداف التعليم الداخلي) يؤدي إلى تحقيق ذلك التوازن بين ولاء الموظفين في فرق العمل للرؤية وبين مصالحهم الشخصية، وينعكس على تنفيذ النشاطات المكونة للخطة التشغيلية وفق الميزانية المرصودة، وصولاً إلى نجاح الشركة واستمرارها ونموها.

#تدوينات_الطابق_الثامن
#فرق_العمل #المصلحة_الشخصية_للموظف #البداية_المنهجية#الشركات_الناشئة #وضوح_الرؤية_والرسالة_والقيم#تحقيق_الأهداف_الاستراتيجية