تعتبر الإعلانات جزءا لا يتجزء من العملية التسويقية للمنتجات بل هي الركيزة الأولى لبناء عملية ترويجية ناجحة و متكاملة. و مع التطور المذهل لفنون التصوير و الغرافيكس و المؤثرات الصوتية و الفوتوغرافية أصبح الإعلان ضرورة لاغنى عنها في تسويق المنتجات. و يتجه العالم اليوم إلى ابتكار حملات ترويجية أكثر مرونة عبر الفيديو خاصة مع الرواج الرهيب لوسائل التواصل. يشهد عالم تصوير الفيديو اليوم ثورة حقيقية لاقترانه بالعالم الرقمي و توظيف التقنيات العالية الجودة في تصوير الفيديوهات.
الخطوات العملية لإنجاز إعلان ترويجي عن طريق الفيديو:
الكثير منا يعتقد أن عملية تصوير الفيديو الإعلاني تتم عبر ضغطة زر لتشغيل أو إيقاف الكاميرا غير أن هذا المعتقد مفهوم قاصر و لا يفي المصور حقه. لأن العملية التصويرية في الحقيقة هي سلسلة متكاملة من الخطوات لا غنى لإحداها عن الأخرى و تشمل العديد من المراحل:
مرحلة التصور: يجب أن يكون المصور ذا روح ابتكارية واسعة و مخيلة خصبة ليضع إطارا فنيا يصلح للوصول إلى منتج إعلاني احترافي. وأول مرحلة سيقف عندها المصور هي وضع تصور أولي للفيديو الذي ينبغي تصويره. و لنجاح هذه المرحلة على المصور أن يتقمص دور شريحة المستهلكين فيعكس رؤاهم و يرى بعينهم ويتفهم أذواقهم إضافة إلى نقاط القوة التي ستشدهم نحو الإعلان و تجعلهم يتهافتون على رؤيته و بالتالي يقدمون على اقتناء المنتج. التصور الأولي هو منطلق الفكرة التصويرية و دراستها بعمق قبل الخوض في عملية التصوير.
مرحلة التجسيد الحقيقي: تعتمد هذه المرحلة على الصبر و المثابرة إذ من الممكن أن يعاد المشهد للعديد من المرات و ذلك لإصلاح تفاصيل صغيرة و لكنها تصنع الفارق. لذا على فريق التصوير أن يتأهب و يتحلى بروح الصبر و الاستعداد لتكرار المشاهد مرارا لنجاح المشهد. كما تتطلب هذه المرحلة تنقل فريق العمل و توزيع الأدوار و إدارة الإضاءة و مدى تناسبها مع المواقع و الديكور العام لمكان التصوير.
مرحلة المراجعة و التنقيح: و يقوم فيها منفذ الفيديو بعملية متابعة و تنقيح دقيقتين و مراجعة المشاهد عن كثب وقص بعض المشاهد أو دمجها حسب مقتضيات العمل الإعلاني و تعد هذه المرحلة أهم المراحل لأنها تركز على التفاصيل الدقيقة.
عوامل نجاح الفيديو الإعلاني: إقناع المشاهد هو الطريق الأضمن لنجاح الفيديوهات ووصولها إلى قلوب الجماهير. و للوصول إلى هذا الهدف ينبغي أن يحتوي الفيديو الإعلاني على مجموعة من المقومات الرئيسية:
-تميز محتوى الفيديو و بعده عن التقليد و استعمال الأفكار المستهلكة. بل ينبغي استلهام الأفكار التصويرية و إعادة صياغتها في قوالب تعكس لمسة المصور المميزة.
-اقتران الفيديو بسيناريو جذاب يفتح شهية المتفرج و يشده نحو الفيديو الإعلاني.
-روح الابتكار و الاحترافية العالية إضافة إلى جودة الأدوات المستعملة و خلوها من العيوب.
-الاستعانة بالتقنية الحديثة و توظيفها باحترافية في القوالب التصويرية المختلفة.
-اختيار الشخصيات الأكثر جاذبية و شدا للانتباه في الفيديو التصويري لضمان رواجه.
-النص الترويجي المحكم و المناسب للإطار التصويري.
و في الأخير تنبغي الإشارة أن الإعلان و تصوير الفيديو عملية معقدة رغم أنها تبدو شيئا بسيطا لأنها تتطلب فريق عمل كامل من المتخصصين بداية من صياغة النص التسويقي مرورا بخبراء الديكور و الملابس ووصولا إلى فنيي و خبراء التصوير. هذا كله من أجل لقطات ربما لا تتجاوز بعض الدقائق المعدودة غير أن لها تأثيرا خطيرا على قلوب و عقول المشاهدين و تعتبر لبنة أساسية في نجاح العملية التسويقية.