يذهب وقت كبير من يومنا في متابعة الأفلام وللولايات المتحدة الأمريكية نصيب الأسد من إنتاج وصناعة تلك الأفلام خصوصًا أن استوديوهات هوليوود تتواجد بها. 

لانستطيع الجزم بأن متابعة السينما مضيعة للوقت فكثير من الحكم والعبر والدروس والثقافة قد نخرج بها بعد المشاهدة، لكن ليس كل ماينتج ويعرض بطبيعة الحال يستحق المشاهدة فصناعة المحتويات الإعلامية تنطلق من دوافع الممول وليس المشاهد بمعنى أن هناك مصالح اقتصادية وثقافية وسياسية تقف وراء عملية التمويل بهدف التحكم في الرأي العام وذلك مايطلُق عليه هندسة الجماهير.
الأمثلة على ذلك كثيرة فبحسب دراسة تقول أن هوليوود أنتجت أكثر من 700 فيلم تسيء فيها للمسلمين والعرب وتصورهم على انهم رجعيين وإرهابيين وتظهرهم هم بكامل التسامح والإنسانية والخلق الرفيع ومن نماذج هندسة الجمهور التي نجحت بها الأفلام هي تصوير الشذوذ الجنسي على أنه أمر طبيعي يعود للحرية الشخصية ولم تقف هنا بل نالت من معارضي الشذوذ الجنسي وأظهرتهم بمظهر السطحيين أعداء الإنسانية، وأيضًا لم تقف الأفلام الأمريكية عند ذلك بل تناولت الجانب العرقي وصورت السود بمظهر المجرمين المغتصبين الذين لهم باع طويل في ترويج المخدرات وقيادة العصابات.

والسينما بطبيعة الحال تحاول كسر الثوابت والقيم والتقاليد الخاصة بالمجتمعات من خلال توليد اللامبالاة فالمتلقي يتأثر بالعرض المتواصل لمضامين معينة وهذا لايعني إعتزال المشاهدة لكن يستحسن استشعار خطورة مايعرض واختيار مانشاهد بعناية وغض البصر كما أمرنا الله سبحانه وتعالى عند رؤية مايستدعي ذلك.