Image title

(لقائتنا سلمية)

نعم لازلنا نحمل للواقع باقة من الشكر على حفلته الرسمية التي سمح لنا ان نشارك بها يوما بعد يوم.. وكالعادة نغادر الحفل ممتعضين ومتذمرين لبحر من الاسباب والدواعي. وقليلون من يخرجوا بابتسامة لم تكن تصاحبهم قبل دخولهم.

ليس هناك داعي للمجاملة، لكن ليس من الصعب اعطاء صورة اخرى للقصة التي يصعب فهمها عن الواقع. ربما يمكن من خلال التشبيه ملاحظة الاختلاف قبل اوجه التشابه.

حيث لا يصعب رؤية (المجتمع) يشبة حفل رسمي للسلطة الحاكمة بأشكالها، وبعض من "النخبة" وكثيرا من "الجماهير".. انها مصطلحات عامة في الاجتماع. في نهاية المطاف لن نخرج عن مواعيد جدول ذلك الحفل وتنظيمه، وليس علينا الا ان نشارك... وذلك امر ممتع لا شك فيه، حيث هناك من يطمحون للأكل والشراب ومبادلة الكلام، وهناك من يشاركون اقرانهم الحديث الجدلي والمواضيع الهامة.

"كيف تقنع نفسك بلقاء صحفي عاجل؟"

المظاهرات السلمية التي هاجرتنا، او النكات التي لم تعد تحرك ساكنا، لازالت تحدُث أوقات الفراغ ووقت الانشغال بكل ما فينا، بكل ما رعى سهوا واسقيناه، او كل ما نبت على مهل ولم نرعاه. وبعض أسئلة بسيطة لا تملك سوى ردود ساذجة تنفر من واقعها وتنكر سذاجتها...

لقاء صحفي لا نطمحه ولا نحمل له اجابات، لكننا مرغومين للجواب عن كل سؤال بصدر رحب لم ترغمه ابتسامة...

لن تفيدنا المماطلة سوى الحصول على بعض الوقت. واخيرا ستكون الاسئلة لا تخرج عن حدود معرفتنا، فلن نجاوب بذات الصدر الرحب لكن لن تغادرنا الاستكانة.. فعل غريب.. غريب ان يكون في ذلك الأمر نوع من المتعة تفوق "الاستكانة" غير انه لا عائد من النزاع للوصول للسعادة الموسمية، التي لا نعلم موعدها الا فور حدوثها.

واجابات منطقية تأخذ مسارات سلبية.. ليس لأنه (العقل الصحفي) ينسى وينحاز دون اذى.. لأن لقائاتنا الصحفية ليست شخصية لكنها دوما ستحمل نوع من الأذية الشخصية، لمجرد انها أسئلة حساسة، ونفتعل الرزانة. لأننا نجاوب على لقائتنا السلمية بقناعة وحكمة مفرطة، لذلك نخفي وراء الابتسامة نوع من القلق ونوع من الباقات الوردية.

٦/١٠

-نور الدين خالد-