ترامب بدأ حديثه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن تفوقه على اقرانه اذ ان انجازات ادارته في اقل من عامين فاقت كل ما انجزته اي ادارة من تاريخ الولايات المتحدة الامريكية وبدأ بالحديث عن انجازاته الكبيرة وعن دفاعه عن العالم وعن الشعوب المحبة للسلام ولكنه لم يتطرق خلال حديثه عن أي اخفاقات لادارته وهي كثيرة وكنت اتوقع ان يتقدم بالاعتذار للدول العربية عن ما ارتكبته امريكا من مجازر ونشر الحرب الطائفية وبث الفتن والفساد بين الشعب العربي في مناطقه المختلفة من اجل اعادة تقسيم الدول العربية والتي اخفقت فيها تماما بعد ان عملت دول الخليج وتحديدا السعودية والامارات على فضح مخططاتها وباشرت في مقاومة مشروعها ابتداء من مصر وسوريا والعراق واليمن ... ومازالت تقاوم هذا المشروع والذي بات انتهاءه وشيكا مع نهاية ترامب .
يتذكر الجميع ان الولايات المتحدة الامريكية ومن خلال رئيسها ترامب اعترفت بصناعة الارهاب من خلال صناعة تنظيم داعش والقت اللوم على ادارة الرئيس اوباما
واعتبرنا هذا الاعتراف بداية صفحة جديدة لعلاقات امريكا مع الدول العربية والدول المحبة للسلام وكنا نتوقع ان يصدر اوامره فورا لايران وتركيا وقطر وروسيا بوقف دعم الارهاب والعمل على اعادة الامور الى نصابها حسب القوانين الدولية من اعادة تعمير واعادة النازحين وتعويضهم عن الاضرار المادية والنفسية التي لحقت بهم (وهذا حق للمتضررين وعلى الدول العربية مطالبة امريكا بذلك بناء على اعترافات ترامب بان داعش صناعة امريكية )
ولكنه في المقابل عمل على زيادة تعقيد المشهد بدلا من ايجاد الحلول وادخل قضايا لم تكن مطروحة مثل صفقة القرن وحل القضية الفلسطينية حسب رؤيته الخاصة وتقسيم سوريا الى مناطق نفوذ حسب رؤيته ولم نرى اسرائيل تتدخل في سوريا الا بعد توليه رئاسة امريكا , وبفضل سياسته مازالت الامور غير واضحة وكنا ننتظر كلمته في هيئة الامم المتحدة لسماع شيء جديد او حلول في المنطقة ولكن بدى عليه كأنه بائع شنطة متجول قد نفذت بضاعته . للاسف كانت الصفحة الجديدة سوداء واكثر تعقيدا ,
فمنذ توليه الرئاسة اصبحت مهام القوات الامريكية في الخليج العربي العمل على توفير ممرات امنة لايران لتزويد الحوثي بالسلاح والعتاد كما قامت عدة سفن تحمل علم هيئة الامم المتحدة بنقل الاسلحة للحوثيين كما قامت هيئة الامم المتحدة بتزويد المقاتلين الحوثيين بالمواد الغذائية والطبية بطرق ملتوية عبر تسهيل الامور للحوثي لسرقتها , كما ان دور المبعوثين الاممين الى اليمن كان عرقلة أي حلول ممكنة ودعم الحوثي معنويا لعدم القبول باي حل سياسي والعمل على اطالة الازمة , اما لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وبعد سماح السعودية للمراة في قيادة السيارة حيث لم يبقى لديهم شيء لانتقاد السعودية اصبح دورها متابعة مدى دقة الاهداف السعودية في اليمن دون النظر الى جرائم الحوثي والنظام السوري والروسي والذي استعمل وجرب الكثير من الاسلحة على الشعب السوري , وهناك الكثير الكثير من المؤامرات التي حاكتها امريكا مع دول عربية لاظهار ان السعودية تتامر على القدس وكل هذا لتجييش الشارع العربي ضد السعودية والعمل على دفع دول عربية على مقاطعة السعودية واضعافها والحقيقة انه منذ بداية الربيع العربي كان المستهدف الرئيسي هو السعودية , ووقفت السعودية وبجانبها الامارات فقط وعملت عل افشال المشروع الامريكي وفشل فعلا واليوم اصبحت اللعبة واضحة لدى الشارع العربي ولن تمر , المشكلة الحقيقية لامريكا انه لم يكن لديها خطة بديلة وبأتت عاجزة وفاشلة امام العالم . وبدأت قيادة ترمب تظهر كانها قيادة منظمة تجارية مثل منظمة ترمب لا اكثر . وبدأت دول العالم ترفض التعامل مع هذه المؤسسة التجارية والتوجه الى انشاء قوة وتحالفات اخرى مع العالم الحر.
الولايات المتحدة الامريكية اعتمدت على تجنيد بعض قادة الجيوش العربية وعلى معظم اجهزة الاستخبارات لتحقيق اهدافها في المنطقة وتقوم امريكا من خلال موظفين في سفاراتها بتسليم الاموال نقدا داخل حقائب للمسؤولين في الجيش واجهزة الاستخبارات والمخابرات العامة والذين يقومون بدورهم لتوزيعها على باقي المجندين . الرهان الامريكي على اجهزة الدول وليس على الشعب فهي تعتبر الشعب عبارة عن قطيع من .... يقوموا بتوجيههم عبر عملائهم من اجهزة الدولة وهذا شعار معروف لديهم : الرهان على الشعوب رهان فاشل .
السياسة هي الفن الممكن أي الكذب والتمثيل واعداد سينارويهات يصدقها الناس ولكن السياسي الفذ هو من يستطيع ان يحدد عدوه ويمارس السياسة في التعامل معه من خلال التضييق على مصالحه وذلك بتوجيهات للشعب بطرق غير مباشرة بمقاطعة بضائعه و فرض اجراءات صعبة على اصدار التراخيص لمؤسساته في المنطقة . الاهمال لتواجده في المنطقة وعدم التعويل عليه في ادارة الازمات وفضح مؤامراته من خلال صحفيين واعلاميين والتركيز على اخطاءه والطلب بعدم تكرار هذه الاخطاء وهناك الكثير من الاجراءات التي يمكن اتخاذها. ورفع او خفض هذه الاجراءات حسب استجابته لمطالب الدولة المقاطعة