خُلقنا في تلك الحياة متذبذبين حيارى ، نبحث عن مواطن السعادة ، التي يظن البعض أنها سراب لن يصل مداه مهما حاول وسعى ، والبعض الآخر يظن أنها لعبة تُجيد الاختفاء بين تفاصيل الحياة المثقلة بالضغوطات و الهموم ، بينما أنا أرى السعادة كالشمس تغيب وتشرق في حياة الإنسان بين كل حين و الآخر ..
تشرق شمس السعادة لترمم فينا ماهدمه ظلام الأمس وتعود للغروب لتشعل بقلوبنا فتيل الانتظار لشروقها من جديد ، قد تشرق شمس السعادة بداخلك بلحظة حب أو تسامح أو عطاء أو رضا واسترخاء ، قد تشرق شمس السعادة بروحك بسبب نظرة اعتزاز وفخر من شخص يعني لك الكثير أو من دعوة أم حنون أو بعناق أب عطوف ، السعادة قد تجول بداخلك على شكل راحة عميقة نتيجة حديث طويل وهادئ مع صديق قديم ، أو تتذوقها بفنجان قهوة مع حبيب ، أو في ضحكة طفل صغير أو بتقبيل رأس مُشيب ...
شمس السعادة لاتتطلب المستحيل لتشرق وتذيب عن أرواحنا جليد الانتظار ، فهي ممكنة ووارد شروقها في كل وقت و مكان مهما طال الظلام ومهما تراكمت عليها غيوم الأوجاع و حجبت نورها فهي ستزول عنها وتشرق لا محالة ، ولكن علينا أن نبصر ونتبصر ونحس ونتحسس نور اللحظات الحلوة قبل أن تنتهي وتغرب وتتركنا نتخبط في وحشة الظلام ...
السعادة ... هي شمس دافئة تتسلل إلى أرواحنا بخفة ، علينا فقط أن نترقب وصولها بروح مبتسمة و أن نطمئن و نستكين ونمسح على قلوبنا بتعويذات الصبر و الإيمان لنستشعر دفئها ، علينا أن نهدأ قليلاً لنسمع تغريد العصافير بلحظة الشروق على أغصان الأيام معلنة عن تباشير قدومها ..
هي حكمة إلاهية أن لا يمنحها الإله عز و جل صفة الإستدامة في تلك الحياة الفانية حتى لانعتاد شعور الأُنس بها فنفقد لذة الاستمتاع به ، فجعلها زائرة خفيفة الظل تزور حياتنا بين كل وقت وآخر لتخفف عنا وطأة الأحزان ، ونستشعر بها نعمة (إمكانية الرجوع بعد الرحيل) للكثير من الأمور الحياتية التي تجيء وتذهب بلا استئذان وبلا موعد سابق . 🌞
❤ أتمنى لقلوبكم السعادة .❤