مرحبا ..
إليك في عُزلتك الصغيرة .
أنني مستمرة في المضي إلى النسيان ، إلى التجاهل وبالرغم من هذا أصل إليك بطريقةٍ ما ، وهذه مشكلتي الوحيدة أو رُبما عزائي الوحيد ..
من يدري كم من المحاولات تلزمني لأتجاوزك ، لأسبق خيالك الممتد أمامي كظل بخطوات تقيني من التعثُر به ..
أُريد أن أتجاوزك ولكني أجِدُك عند مطلع القصائد ، تلوّح لي كما لو أن العالم كله لايحتضن إلاك، واقصد بالعالم هنا ذاكرتي التي ما اتسعت يوماً إلا لطيفك ..
كل الأشياء هنا تمارس التلاشي، العمر ، الشمس ، ساعات الصباح الأولى ، فصل الربيع ، المسافات التي نطويها سيراً على الأقدام ، سنواتي الجامعية والكثير من الأصدقاء ، كلها تتلاشى بلا حولٍ منّي ولا قوة ..
إلا أنت !
تبقى الأول دائماً في ذاكرتي وقلبي ، تزاحم الهواء في رئتي وتظلّ كما كنت ، بطمأنينة وجهك ، ووقارِ جبينك ، وسيل الكلمات الجارف بعينيك ، بصوتك الذي تطربُ له كل خلايا جسدي ، وروحك التي لطالما حاولت أن أساعدك في ضمادِ ندوبها ..
تظلّ كما كنت ، طعنتي الأولى ، وخيبتي الممتدة بحساب عمري ، وقصيدتي الضائعة ، وكلامي المحبوس في حنجرتي ،
أنت ياكل سُهادي أبجديتي الركيكة .
منذ رحيلك وأنا أشرّع أبوابي كل ليلة ، أخاف من يومٍ تأتي فيه فتجدُ أبوابي مغلقة ، لكنك لم تأتي بالرغم من انتظاري لك كل ليلة ..
،يلوح لي وجهك الذي لم يعُد لي ،
وجهك الذي غاب فأهداني كل مأسي العمر ..
وجهك مرسى أصابعي حينما تحاول أن تلمس شيئاً من أمان هذا العالم ..
سلامُ عليك ، سأظلّ أحبك ، وستضلّ أبوابي مشرّعة لك ولو بعد سنين ضوئية ..
سلامٌ عليك حين تجيءُ وحين تغيبُ مختالاً قصيّا ..
*أثير آل واكد ..