-
-

كان مُفرطاً في استقلاليته ، كأنهُ قصيدة.

مدة القراءة: دقيقتين

طعنتي الأولى

مرحبا ..

إليك في عُزلتك الصغيرة .

أنني مستمرة في المضي إلى النسيان ، إلى التجاهل وبالرغم من هذا أصل إليك بطريقةٍ ما ، وهذه مشكلتي الوحيدة أو رُبما عزائي الوحيد ..

من يدري كم من المحاولات تلزمني لأتجاوزك ، لأسبق خيالك الممتد أمامي كظل بخطوات تقيني من التعثُر به ..

أُريد أن أتجاوزك ولكني أجِدُك عند مطلع القصائد ، تلوّح لي كما لو أن العالم كله لايحتضن إلاك، واقصد بالعالم هنا ذاكرتي التي ما اتسعت يوماً إلا لطيفك ..

كل الأشياء هنا تمارس التلاشي، العمر ، الشمس ، ساعات الصباح الأولى ، فصل الربيع ، المسافات التي نطويها سيراً على الأقدام ، سنواتي الجامعية والكثير من الأصدقاء ، كلها تتلاشى بلا حولٍ منّي ولا قوة ..

إلا أنت !

تبقى الأول دائماً في ذاكرتي وقلبي ، تزاحم الهواء في رئتي وتظلّ كما كنت ، بطمأنينة وجهك ، ووقارِ جبينك ، وسيل الكلمات الجارف بعينيك ، بصوتك الذي تطربُ له كل خلايا جسدي ، وروحك التي لطالما حاولت أن أساعدك في ضمادِ ندوبها ..

تظلّ كما كنت ، طعنتي الأولى ، وخيبتي الممتدة بحساب عمري ، وقصيدتي الضائعة ، وكلامي المحبوس في حنجرتي ،

أنت ياكل سُهادي أبجديتي الركيكة .

منذ رحيلك وأنا أشرّع أبوابي كل ليلة ، أخاف من يومٍ تأتي فيه فتجدُ أبوابي مغلقة ، لكنك لم تأتي بالرغم من انتظاري لك كل ليلة ..

،يلوح لي وجهك الذي لم يعُد لي ،

وجهك الذي غاب فأهداني كل مأسي العمر ..

وجهك مرسى أصابعي حينما تحاول أن تلمس شيئاً من أمان هذا العالم ..

سلامُ عليك ، سأظلّ أحبك ، وستضلّ أبوابي مشرّعة لك ولو بعد سنين ضوئية ..

سلامٌ عليك حين تجيءُ وحين تغيبُ مختالاً قصيّا ..

*أثير آل واكد ..

-

-

كان مُفرطاً في استقلاليته ، كأنهُ قصيدة.

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات