رأيتها بالأمسٍ، مُثقلة الخطى، واهنة العزم.
كأنما قد أفاقت من مرض ألم بها، فهي تُصارعه، حتى لكأنه أذهلها عن نفسها، فلم تعد تعبأ بشيء من شؤون الحياة وتصاريفها.
رأيتها وهي تنظر إلي بنظرات باردة لا مشاعر فيها، ليست كمشاعرها القديمة تلك التي كنت أراها ترمقني بها.
كأنها تقول لي: قد خاب أملي فيك، وانقلب رجائي فيك -أيها الرجل- يئسًا…
رأيتها وهي تدعو، لا كدعائها وتضرعها القديم الممعن في الحزن، بل دعاءًا ممعنًا في اليأس والألم والخيبة.
تدعو الله وكأن شمعة بين جوانبها قد انطفأ نورها، وحزنًا وألمًا جديدًا قد حل محل آمالها وأحلامها.
كانت تراني فتشرق عينها، ويتهلل وجهها، أما اليوم فلا تنظر إلي إلا بنظرات باردة، وملامح كئيبة حزينة.
هل من شيء بدد أحلامها؟ هل من شيء حطم آمالها؟!
هل وجدت نفسها أمام رجل زائف لا حقيقة له، فبان لها أمره، وانكشف لها زيفه وخداعه؟
فأصبحت تُعرض عنه إعراض من لا أمل لها فيه، ولا رجاء لها فيه.
ربما قد تكون وقعت على شيء من مساوئي، فأسفت لذلك أيما أسف، وتعللت دوني باليأس، واستعاضت عني بالخيبة والألم.
كوني بخير.. :"(
سامي،،