بالرغم من أن (المشتبه الأول) فيه في حادثة اختفاء وتغييب المعارض السعودي (الخاشقجي) هو السلطات السعودية بالفعل وبالعقل!، لكن صدقوني ليست هي المشتبه فيه الوحيد ولا الأكيد!، القصة مازالت غامضة!، فالعملية قد تكون فيها لعبة أكبر ومن يدري!؟ فقد تكون حتى تركيا ذاتها حليفة قطر متورطة فيها!، وماذا عن المخابرات الايرانية الخصم اللدود للسعودية والتي توعدت بالانتقام من السعودية بسبب ما تقول دعمها لعرب الأحواز في تنفيذ عملية الهجوم الدموي على الاستعراض العسكري!!؟، أليس من المحتمل أن جهة ما كتركيا وقطر أو ايران تريد بهذه العملية توريط السعودية وحشرها في زاوية المتهم امام العالم خصوصا وأن اتهام السعودية بالفعل والعقل هو ما ستذهب اليه الأذهان فور اعلان الخبر!!، لكن وكما ذكرت فالأمر قد تكون خلفه لعبة مخابراتية قذرة وذكية!!، كدأب قصة ولعبة وجريمة لكوربي التي لبسوها للقذافي وصدقناهم والآن نجد أدلة وشهادات ترمى بها في ملعب ايران! .. لهذا لابد من التريث والحكم يكون بعد المداولة ، المداولة الطويلة والدقيقة المحكومة بالعقل والعدل، أما كلام وثرثرة الاعلام العربي فهو مجرد كلام خصوم وضراير وعجائز مطلقات انتهت صلاحيتهن منذ فترة طويلة!، أو في أحسن الأحوال هو مجرد عرس ومولد صاحبه غايب!.. بل صدقوني فاحيانا حينما اشاهد القنوات العربية وجيش المحللين السياسيين العرب خصوصا من تستضيفهم قناة الجزيرة وضرتها قناة العربية فوالله أجدني أصاب بحالة من الغثيان وأشعر بأنني حيال حالة من الذهان العربي العام والهذيان الطام !!، هذيان ليس للعقل ولا العدل فيه أي مكان!... لقد علمتني كل العقود الماضية التي قضيتها أخوض في مستنقع السياسة أن لا اتسرع في اصدار الأحكام او القاء الاتهام!، فكثيرا من الأمور ليست كما قيل لنا وسط الضجيج والظلام في خضم مستنقع الفشل العربي المزمن والتاريخي العظيم!، سواء على المستوى الرسمي او الشعبي أو حتى النخبوي!!، لا أقول هذا دفاعا عن الحكم السعودي فالشبهة - بمنطق العقل - تحوم حوله بالفعل حسب نظريات الدوافع كأول متهم تذهب اليه الظنون وتتسلط عليه عدسات العيون ، ولكن علينا أن نتريث ونضع بقية الاحتمالات قيد الحسبان وعلى كفتي الميزان!، فقد يتضح لنا لاحقا براءة السعودية من هذه ((التهمة)) براءة ليبيا من جريمة قضية لكوربي !!، من يدري!؟؟.

***********
سليم الرقعي 2018

(*) أنا شخصيًا وصلت لقناعة تامة وجازمة بأن الخلل ليس في الحكام العرب وحسب والا والله لهان الأمر فهم عامل رئيسي يساعد في استمرار هذا الفشل العربي المزمن ولكن هذا العامل الرئيسي الفوقاني جاء كنتيجة للخلل الاساسي التحتاني!، المتمثل في الخلل العميق الموجود في فكر وأخلاق وثقافة العرب ، العرب كشعب وكنخب ومن جاورهم من مواطنيهم الآخرين من غير العرب!، مع ملاحظة أنني أذكر لفظ المواطنين على سكان الأقطار العربية من باب الاصطلاح الدارج فقط والا فالحقيقة فإن مفهوم (المواطنة) بالمعنى الحقيقي السليم لا وجود له حتى في (لبنان) التي اعتقد أنها من اعرق البلدان العربية التي كانت في وقت ما لؤلؤة الحلم العربي بالحرية والنهوض الفكري والسياسي فكيف بما هو دون لبنان!؟؟صدقوني الأزمة عميقة ومعقدة!.