نعم، هذه هي الحياة انه لمنظر اخر ترى من خلاله الدنيا، القابعون في اماكنهم الفكرية نفسها ماذا تفعلون بأنفسكم؟!، لقد نقلتم انفسكم الى أماكن لربما اصابت قشرة دماغكم بتكوينة جديدة من الأفكار والتصورات بنت ترابطا جديداً للخلايا العصبية في رؤوسكم، لكن هل نقلتم تلك التجربة الى حواسكم هل غيرتم من طريقة حياتكم ولو قليلا الي الأفضل، لقد امتناها تلك الأفكار قبل ان نموت نحن، حتى أننا امتنا خلاينا بموتها.

هل من العقل هدم بناء سليم بعد الانتهاء منه! ام هل من العقل ان لا توسع العقل وتبقى في حدود تفكيرك! ، تستعمر نفسك بنفسك وكأن نتائج الاستعمار تخطت الارض وبُذرت في نفوسنا وها نحن نحصدها كل يوم تقسيمًا يتطاير مع اول نسيم بارد يهب عليه، بعد ان كانت نفوسنا لا تُنزع الا بالموت.

ان الأمة لن تكسر حدود الظلام الا اذا كسر ابناؤها استعمار أنفسهم وعقولهم لقد انتهى الاستعمار الفرنسي والإنجليزي، لقد انتهى ذلك العصر الذي تتوسع فيه الامة بالحروب , في هذا الزمن لن تزيد الحروب الارض والنفوس الا تمزقاً وضعفاً وصغاراً، فالعصر عصر الفكر لذلك فإن الحدود ليست حدود الدول وإنما هي حدود الفكر التي تقف بيننا وعندما تسقط، ينتهي عهدنا بالاستعمار.