عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية التقت مجموعة من العلماء والمهندسين من قسم أمن الاتصالات في مختبر أبحاث البحرية الأمريكية للنقاش حول توظيف خبراتهم التي اكتسبوها أثناء الحرب. اقترح مهندس الإلكترونيات البارع ميلتون روزن أن يتم توجيه خبرتهم بالصواريخ والاتصالات والبث التلفزيوني إلى دراسة طبقات الغلاف الجوي العليا. كان مقترح روزن هو ثامن المقترحات التي كتبت على سبورة مكتب رئيس القسم آنذاك إرنست كراوس ومن هنا حمل ذلك المقترح مسمى المشروع الثامن. اجتذبت دراسة خصائص الغلاف الجوي العلوي فضول الفيزيائيين وكذلك للمهندسين الذي وجدوا فيها مرتعًا خصبًا لبناء صواريخ ومعدات يستخدمها العلماء في أبحاثهم. ونظرًا لأهمية دراسة خصائص الغلاف الجوي للاتصالات وتصميم وتشغيل الصواريخ فقد كانت احتمالية دعم البحرية الأمريكية للمشروع عالية وهكذا تم اعتماد المشروع بنهاية ديسمبر عام ١٩٤٥ كما يذكر ذلك هومر نيويل في كتابه "مابعد الغلاف الجوي: السنوات الأولى لعلوم الفضاء".

لم يكن لدى أفراد القسم أي خبرة في مجال أبحاث طبقات الغلاف الجوي العليا فبدأو مرحلة تعلم ذاتي مكثف فحاضر بعضهم بعضًا في مجالات متعددة مثل ديناميكا الهواء والدفع الصاروخي والقياسات عن بعد ومدارات الأقمار الصناعية وعن كل مايمكن أن يكون له علاقة بالموضوع. استبعدت المجموعة خيار بناء أقمار صناعية للأبحاث لعدم خبرتهم الحالية بها واحتمال تأخر ظهور نتائج الأبحاث العلمية نتيجة لذلك واستبدلوه بالصواريخ المسبارية (Sounding Rockets) التي كان بالإمكان تطويرها بتحوير بسيط لصواريخ V2 الألمانية التي كانت بحوزة الجيش الأمريكي. أطلق على المجموعة الصغيرة التي تدير مسار البحث عدة أسماء بدأت باسم لجنة أبحاث صورايخ الغلاف الجوي العلوي  (Upper Atmosphere Rocket Research Panel UARRP) وانتهت ب لجنة أبحاث الصواريخ والأقمار الصناعية RSRP.

مع تقدم أبحاث خصائص طبقات الغلاف الجوي ونشرها وانتشارها بدأت قائمة التطبيقات العسكرية لنتائجها تتنامى لتشمل :تصميم الصورايخ و المركبات الفضائية وتحديد طريقة عودة الصواريخ الباليستية بعيدة المدى إلى الغلاف الجوي وتطوير تطبيقات الملاحة في طبقات الجو العليا وتقييم المخاطر التي يتعرض لها الأفراد والمعدات في طبقات الجو العليا والفضاء ودراسة الأجواء وتطوير التنبؤ بأحوال الطقس وتوقع مسار انتشار المواد الحيوية والكيميائية والإشعاعية وتطوير أساليب الاتصال بين النقاط المحددة وتطوير طرق موثوقة ودقيقة للتوجيه والتحكم وتوصيل الصواريخ إلى أهدافها وللكشف عن صواريخ العدو والمركبات عالية الارتفاع وتطوير تدابير مضادة لصواريخ العدو والكشف المبكر عن الانفجارات النووية.

ازداد قلق العسكريين من نشر نتائج تلك الدراسات ومع ذلك أصرت اللجنة أن تكون نتائج الأبحاث العلمية منشورة كي يمكن للعلماء من كافة أنحاء العالم الاطلاع عليها وتدقيقها وتحسين جودتها مما يسرع بدفع عجلة البناء التأسيسي في هذا المجال المعرفي بشكل أفضل وهذا ماحدث. فكانت حصيلة حوالي عشر سنوات منذ انطلاق الأبحاث باستخدام الصورايخ المسبارية العديد من الاكتشافات من أهمها حزام ڤان آلن الإشعاعي و تطوير الأقمار الصناعية الأمريكية واستشراف رحلة الصعود إلى القمر قبل أن يدشنها الرئيس كينيدي رسميًا عام ١٩٦١ لتكمل وكالة الطيران والفضاء الوطنية ناسا بعد ذلك مشوار المشروع الثامن الذي مهد الطريق إلى الفضاء.