منذ إن وجد الصراع السياسي الليبي حول السلطة، وبعد ما سقط النظام الجماهيرية السابق مباشرة، كانت الأزمات على ليبيا متعاقبة ومتلاحقة تكاد سؤ الأمور الداخلية تهدد امن واستقرار الدول المجاورة، بل أصبحت ليبيا تعدد محيطها الإقليمي بالكامل.
ورغم من تعدد المبادرات السياسية في حل النزاعات الداخلية في ليبيا، لم تنجح الجهود الساعية الى خروج ليبيا من عنق الأزمات الخانقة سياسيا واقتصاديا وماليا، ذالك في ضل غياب استقرار الدولة المؤسساتية الليبية لتناول الملف الداخلي بكل جديدة وفاعلية بالأداء السياسي المنظم والمحكم.
العالم اليوم يتجه نحو نهجا جديدا في الشرق الأوسط مع بروز تحالف استراتيجي عربي في الشرق الأوسط ، حلف يتكون من مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية لدعم الحرية والاستقرار في المنطقة.
لكن الكثير منا يحاول أن يرمي الى فك اللغز وكسر قيود الأزمة التي تشاهدها ليبيا في كل يوم بوجود تحالف جديد يربط الصراع الليبي بحلف استراتجي إقليمي مع الأردن ودول عربية.
وحدة شمل الأطياف الليبية هي التي من شأنها أن تقود ليبيا بوحدة التراب والدولة المؤسساتية الليبية مستعينا بثرواتها الطبيعية وأرضية ليبيا الخصبة القابلة أن تتعامل مع الدول العربية الإقليمية بالكنوز النفطية الهائلة التي تمكن الشعب الليبي من استئناف دوره الفعال في القارة الإفريقية والمحيط العربي مرة أخرى.
ليبيا لها القدرة والثروات الطبيعية على تسديد جميع احتياجاتها المعيشية وفك لعز التناقض السياسي الذي يجري على الساحة السياسية الليبية من انقسامات في هياكل الدولة المؤسساتية الليبية نتيجة للصراعات السياسية الغير مبررة لترفع مستوى الدخل الفرد في ليبيا.
الحلف "الناتو العربي" يكشف لنا طريق أزمات الدول الخليج العربي، علاوة على أن الأردن ومصر العربية دولتان خارج مجلس التعاون الخليجي يتعاملان مع علمية تحالف من اجل محاربة الإرهاب التي تعاني منها الدول العربية من السنة المشارقة.
لكن حقيقة الأمر أن ليبيا لم تكن يوما حديثة الأزمات بل كانت ولا تزال تسيطر عليها الأطماع الأجنبية والداخلية في محاولة منهم رفع شعار "النفط مقابل الغذاء" الذي يعكس مدى تدهور الأمور في ليبيا و من الأطماع الخارجية على ليبيا.
بينما تتصارع مخيلات المحليين السياسيين المخضرمين لمعرفة أهمية وجود التحالف العربي الاستراتيجي وانعكاس أهمية المشكلة الليبية وملابسات الأحداث التي تصاعدت في العاصمة الليبية طرابلس في الفترة الأخيرة من المليشيات المتناحرة.
يبدو لنا أن "حلف الناتو العربي" الذي كشف عنه الرئيس دونالد ترامب عازمة على المحافظة على المصالح الإستراتيجية في المنطقة العربية من تدفق النفط والحصول عليه بأقل الأسعار.
لكن الدافع الرئيسي لليبيا أن يكون حول استقرار ليبيا سياسيا قبل ما يكون اقتصاديا حتى تنعم ليبيا مرة أخرى بثورتها النفطية والغازية الطبيعية، وهذا يكمن في مصلحة ليبيا مع الدولة التي تعمل على إقامة التحالف الاستراتيجي العربي.
ليبيا تمر أمام إشكاليات ومعوقات داخلية وصراع على السلطة الذي لم تنبثق من أساس الدستورية الشرعية الليبية، يعود خطرها الى تعدد الأجسام السياسية والحزبية التي عمدت على إبقاء دولة المؤسسات الوطنية الليبية في صراع مستمر دون التداول السلمي للسلطة.
بداء فكرة عمليات الناتو العربي يتبلور وتنتقل الى القارة الإفريقية بمقترحات وأفكار تكرر حول ميدان التطبيق وليبيا ليس بعيدة عن ذالك التطبيق من وجود عضو فعال تتمثل في دول مصر العربية التي تعتبر احد الدول المهمة في الناتو العربي والجارة الى ليبيا من الناحية الشرقية.
كذالك إنني اسعي حثيثا على التوضيح بمجريات الأحداث وأشارت مني الى الطريق المناسب وكيفية الخروج في ما وقعت فيها ليبيا من أخطاء وممارسات خاطئة بعد ثورة السابع عشر من فبراير لعام 2011 التي أدت الى أزالت النظام الجماهيرية السابق وأوجدت الفوضى في كل ركن من أركان الدولة الليبية.
ليبيا اليوم لا تستطيع الوقوف بمفردها لمواجهة الفوضى الداخلية، مما قد يساعد الحكومات الجديدة تبني رؤية ثاقبة وجيدة في التعامل مع الوضع الداخلي والإقليمي حد كبير من أنقاض الشعب الليبي وتجنب نفس غفلت التورط في أزمات خانقة لم تختلف عن غيرها من الدول العربية المجاورة.
الحلف الجديد ينطلق فيها التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط (الناتو العربي) على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو الغربي) لتكون له أهداف تفصيلية متعلقة بالتحالف الإقليمي مع مجلس التعاون الخليجي من السعودية والإمارات والبحرين ومصر وعمان .
النتائج كانت على قمة الرياض التي عقدت في المملكة العربية السعودية في مايو من عام 2017، مع اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية ومجلس التعاون الخليجي على يجتمعوا بشكل سنوي في محاربة الإرهاب والتطرف المستشري في المنطقة الخليج العربي.
ليبيا اليوم تواجه مشكلات الإقليم العربي من عدم احترام حقوق الإنسان، وذالك في تكاثر الجماعات المسلحة والمليشيات الليبية التي دخلت الى ليبيا من الخارج وشكلت قوى إرهابية لم تكن باستطاعة الحكومات الليبية من الشرق ولا من الغرب التصدي لها.
وحتى تتخلص ليبيا من الحالة المزرية التي تشهدها البلاد والمنطقة العربية يصفه عامة، كان لابد من ضرورة العمل بالتعاون الكامل مع الدول العربية والإقليمي على مكافحة هذه الحالة المزرية التي تعيشها المنطقة بأسرها، فلن تتسم ليبيا بالاستقرار السياسي والاقتصادي جراء الفوضى حتى تعود الوحدة الوطنية الليبية المتكاملة.
بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس
رجل أعمال – كاتب ومحلل سياسي واقتصادي ليبي
مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية