كثيرا ما ننشر بعض العبارات الإيجابية ونقول بعض الكلمات الطيبة من دون رؤية   تأثير تلك الافعال او الكلمات في الاخرين، ونقوم بتلك الافعال الطيبة العفوية من دون معرفة ما حدث بعدها.  لكنني كنت محظوظا في تلمس ورؤية نتيجة ما نشرت.

 كنت مسافرا الى الرباط لأجراء بعض الفحوصات الدورية وحالتي النفسية جد متقلبة بين حزن وهم، توقفت بمحطة الوقود التي تقع على الطريق السريع، هذه المحطة تحتوي على مركز التسوق السريع ومقهى لتناول الوجبات الخفيفة.

 ذهبت الى الداخل لشراء قنينه ماء وبعض المشتريات، وإذا بشاب ينظر الي ويبتسم، فتبسمت ردا على تصرفه.

  قال لي انت لا تعرفني انا من متابعي صفحتك على الفيس بوك ويعجبني ما تنشره.

  قلت له شكرا على تتبعكم كتاباتي.

   قال لي سأروي لك تأثير كتابتك عليا إذا كان عندك متسع من الوقت.

 قلت له تعال نجلس ونطلب كاس من الشاي.

 فبدا الكلام بالعبارة التالية «صعب ان تمر بموقف صعب وتجد شخص يكتب لك العبارات المناسبة في الوقت المناسب ".

 فأطرقت قائلا كيف ذلك.

 قال كنت اتصور إني الوحيد الذي يعاني من المرض وانني لم ولن اعيش مجددا بل هي النهاية.

ثم سكت وأكمل يقول: كانت نفسيتي متضعضعة دخلت الى الفيس بوك لأضيع بعض الوقت وإذا برابط لمقال على صفحتك اسمه تجربتي مع السرطان وهز عينه ونظر بعمق.

 دخلت الى الرابط الذي ارسلني الى صفحة جريدة الكترونية، قرأت المقال بلهفة وحاولت استيعاب المعاني المخبأة بين العبارات والجمل، ثم نهضت وبدأت اتجول بغرفتي ورجعت الى المقال، وتنفست تنفسا عميقا ثم قررت ما يلي: انا لست الوحيد الذي يعاني من مرض السرطان وان مرض السرطان يصيب الصغير والكبير، لدى سأتشبث بالحياة واتابع العلاج.

هذا المقال جعلني اعود من جديد الى الحياة، ارجع لا تابع العلاج بعد ما كنت قد اوقفته.

فنظر الى السماء وهو ينبس بدعاء، فهمت منه انه كان يشكر الله ويدعوا معي لأنني كنت سببا في خروجه من الازمة النفسية.

فنظرت اليه بتمعن وقلت له لا تعلم ماذا فعلت بي الان، انت قمت بشحني من جديد بعد ما ظننت ان كل ما افعله هو تسلية وتفريغ الشعور الداخلي في الكتابة.

الان ارى ان ما اكتبه يترك تأثيرا لذلك سأستمر.

افترقنا بعد هذه الصدفة، راجينا من الله ان يمد لنا في العمر حتى نلتقي مرة اخرى.

محمد عزيز الضميري