لماذا نعشق بجنون ونكره بمجون ، لماذا تتناقض آراؤنا الحادة بين عشيةٍ و ضحاها ، لماذا نحب بسذاجة و نكره بغضب ، لماذا لا نوازن بين عقولنا وقلوبنا حتى نتجنّب الصدمات ، لماذا لا نخلق لأنفسنا منطقةً متوازنة في علاقاتنا الاجتماعية ، لماذا لا نتعلّم من دروس الماضي ونكرّر أخطائنا بإصرار ،لماذا نفتح نوافذ اللهفة ونغلق أبواب التأمّل والتفكير ، لماذا نندفع في صداقاتنا وعلاقاتنا ثم نعضُّ أصابع الندم مراراً وتكراراً لماذا لا نقيم علاقاتٍ محدودة مع الآخرين ونكون أصدقاء أنفسنا في أكثر الأوقات ، لماذا اقترنت العزلة بالألم والانطوائية مع أننا نحتاج إلى خلوةٍ ذاتية ولو لمرةٍ واحدة في الأسبوع نراجع فيها حساباتنا ونرتّب جداولنا المزدحمة والمثقلة بالهموم العشوائية ليل نهار ، لماذا نمتلك صدراً رحباً لمتاعب الآخرين وليس لدينا وقت لمتاعبنا الخاصة ؟

اسأل نفسك متى التقيت بذاتك وما هي المدة الزمنية التي اختليت بها مع نفسك ، وما هو طموحك وكيف تصل إلى راحتك النفسية ، متى كافأت نفسك بهدية متى تمرّدت على حياتك المكرّرة ولو بفنجان قهوة في أحد المقاهي التي لم تزرها أبداً ، متى قرأت كتاباً مختلف تماماً عن كتبك التقليدية التي تمتلأ بها رفوف مكتبتك ، متى ارتديت زيّاً جديداً يختلف عن ملابسك التي ترتديها طيلة حياتك ، متى جدّدت جدران قلبك ؟

حاول أن تجد إجابة شافيةً وافية لتعرف علاج العشق والكراهية وما بينهما من تناقض حاد محيّر .