الملاك :- عميل مزدوج ام جاسوس اسرائيلى؟؟

بقلم / حسام السندنهورى

[email protected]

اذا كنت تبحث عن اجابة لهذا السؤال من خلال مشاهدتك لفيلم الملاك ،

 THE  ANGEL

والذى يتناول فترة من حياة الدكتور/ اشرف مروان و التى كان يتعامل فيها مع الموساد الاسرائيلى.

فللاسف لن تجد اجابة واضحة على هذا السؤال من خلال احداث الفيلم .

بل ستزداد حيرة فوق حيرتك لان الفيلم لم يقل صراحة اذا ما كان د. مروان كان جاسوسا فقط لاسرائيل فيما عدا مشهد واحد من مشاهد الفيلم ساعلق عليه فى السطور القادمة .

و هذا المشهد يتعارض مع اخر مشهد من مشاهد الفيلم .

وقبل ان نبدأ

لدى سؤال هام و حيوى الا و هو

ماذا لو كان د. مروان جاسوسا مصريا صرفا 100% وكان يعمل لمصلحة مصر و استطاع خداع الجانب الاسرائيلى بامدادهم بمعلومات وهمية عن استعداد مصر لشن هجوما عسكريا ضد اسرائيل .

اكانت اسرائيل لتعترف بان جهازها الاستخباراتى قد تم خداعه وهى التى تدعى انه اقوى جهاز استخبارات فى العالم؟

بالطبع ستكون الاجابة :- لا

خاصة و ان د. مروان كان يعمل فى وقت الحرب اى ان الاستعدادات كانت على اكمل وجه و لا مجال للاخطاء .

و السؤال الاخر :-

شخص فى مركز د. مروان متزوج من ابنة اكبر رئيس و زعيم عربى و هو الزعيم جمال عبد الناصر و هذا يعنى انه يكاد بل لنقل انه بالتاكيد مراقب 24 ساعة فى 24 ساعة فى اليوم أبسهولة هكذا يذهب ليتصل و يجند فى الموساد بكل سهولة ؟؟

الاجابة بالتاكيد :- لا بالطبع

ففى غالب الامر و هو الامر المرجح ان د. مروان كان عميلا مزدوجا .

اما عن الكفة التى كان يعمل لصالحها فهى بالتاكيد مصر .

فبشهادة الفيلم نفسة كل المعلومات التى ارسلت عن طريقة للموساد كان يقول انها اخذها اما من الفريق سعد الدين الشاذلة او من الرئيس السادات او كلاهما.

يعنى مثلا لو ان د. مروان كان ظابطا كبيرا بالجيش المصرى و كان يحضر اجتماعات القادة استعدادا للحرب و كان يفشى هذه الاسرار العسكرية دون ان ياخذها من احد القادة ، لقلنا انه كان يعمل لصالح اسرائيل.

اما عن النواحى الفنية للفيلم ، فهو فيلم جيد الصنع احترم عقل المشاهد و ان كان من وجهة النظر الاجنبية قد قدم لرؤيتة و منظورة لدور د. مروان من وجهة النظر الاخرى .

و قد سمعت ان الجانب المصرى ينوى القيام بتصوير عمل سينمائى عن د. مروان.

الا اننى احبذ لو ان ذلك يتم عن طريق مسلسل تلفزيونى حتى يتسع العمل الفنى لسرد المزيد من التفاصيل حول حياة د. مروان التى لا يجب ان تقتصر على فترة التعامل مع الموساد بل تمتد الى وفاته الغامضة فى لندن و القائة من شرفة منزلة .

و الحقيقة التى لا خلاف عليها ان تعبير كل جانب عن رؤيتة لدور د.مروان هو تطبيق لمقولة " ان الاختلاف فى الراى لا يفسد للود قضية "

وكل هذا سيجعلنا نقترب من الحقيقة اكثر فاكثر.

فالاختلاف حول الفيلم اختلاف فى الجانب الموضوعى و ليس الفنى حيث اجاد صناع الفيلم القيام بواجباتهم الفنية من موسيقى جاءت الى حد كبير متوافقة ومعبرة عن احداث الفيلم لدرجة اعطت مزيجا من الاثارة و التشويق لاحداث الفيلم هذا بالاضافة للديكورات و استخدام السيارات ذات الموديلات المتناسبة مع احداث و زمن الفيلم ، فكل هذا اعطى انطباعا لدى المشاهد بالمصداقية تجاة العمل الفنى للفيلم.

كما اشيد من الناحية الفنية بسيناريو و حوار الفيلم الذى لم يكن به ما يجرح مشاعر الطرف الاخر(الجانب المصرى و العربى ).

مما زاد من مصداقية الفيلم لدى المشاهد .

وفى النهاية فهو مجهود يثنى على القائمين عليه و اتمنى ان تخرج الرؤية المصرية لل د. اشرف مروان فى عملها الفنى سواء فيلما او مسلسلا (افضل ان يكون مسلسلا ) بموضوعية و حياد حتى تكتسب ثقة المشاهد و تجبره على الاقتناع بالرؤيه المصرية لل د. اشرف مروان