إن كنت تراهن على الأبعاد الفكرية ذات سرد معمق بالبنيوية الإنسانية والسفر على ميزان الشك واليقين ما عليك سوى مشاهدة هذا الفيلم(the sunset limited) فيلم من إخراج وتمثيل تومي لي جونز , وصامويل جاكسون . هل يمكن للعقل البشري أن يدرك المكان والزمان وأن يتجاوز تخوّم الأفكار في مسراته المكتظة بالنور,والعتمة. من المشهد الأول يحيلك الفيلم أنه فيلم بسيط لم يستخدم إمكانيات كبيرة, بل اعتمد على ديكور صغير بال في غرفة تبدو أنها قذرة بحي فقير. ليس مهم كل هذا الأهم هو المفهوم الذي يحاول المخرج إسقاطه على رأسك المدجج بالتأمل والتحديق في صراع فكري بين اثنين ِمن العُجز يتكلمون للإيحاء لك بأنها طريقة عادية جدا لكنها تحمل على أطرافها سيل من الأضداد كأنك تشاهد مباراة على حلبة ِمصارعة لكن بقالب فكري حديث لم تعهدها السينما بشكل كبير. الإنسان في مجرد العقل هكذا يريد المخرج أن يكون محايدا ً في الصراع الكبير بين الوجود ’والعدم لك أن تتخيل كل التحولات القائمة على ثقافة الإدراك والمفاهيم التي تحاول حمايتها والعيش من أجلها والدفاع عن كل معتقداتك التي اكتسبتها من تجاربك ومن إنسانيتك العالية.صوب سهم فكرتك اتجاهي وأنا سأفعل ذلك سأحاول أن أوقف سهمك كي لا يخترق عقلي, كلانا يحاول الوصول إلى المطلق ولا أحدٌ يستطيع إدراكه, كل هذا الإفراط والسرد الحواري القائم على الفلسفات الإنسانية والتي يحاول المخرج بها أن يضيء عتمات عقلك اليابسة.ولأن هذا الصراع لم يكن عبثا ً لا يحاول المخرج أن يختزل مفهوم الفيلم بأسلوب المكاشفة أو بأسلوب مباشر بل يجعلك أنت كمشاهد في نهاية الفيلم أن تستشعر هذا الصراع الفكري وأن تكون مثلهم تماما تائها ًوحائرا ً تحاول أن تخرج من دائرة النمطية التي عشتها. هؤلاء العمالقة أصحاب الملامح الصاخبة الهادئة استنفدوا كل أشكال التصوير التعبيري ليقنعوك بأدائهم المتقن بدرجة عالية ,ويأسروك بوجوههم التي رسمت لنا ملامح الفكرة ليسقطوا عنك عشوائية العيش بمفهوم تقليدي, وكأنهم يقولون لك "عش حياتك بقدر اقتناعك"
فيلم (the sunset limited) افسح المجال لرأسك لتدخل فيه الأفكار
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين