كان من المستحيل أن يحجز هيكتور كوبر مكانه كلاعب في تشكيلة الإرجنتين المتجهة لنهائيات كأس العالم في المكسيك مع وجود منافسين أمثال أوسكار روجيري ودانييل باساريلا، إمكانات كوبر العادية كقلب دفاع أو لاعب ارتكاز لا تجعله الخيار الأول لمدرب الإرجنتين حينها كارلوس بيلاردو، سيعوض كوبر ذلك مستقبلاً بضم شاب يدعى حمادة طلبة وصل أواخر حياته الكروية لكتيبة المنتخب، في حين ينتقد الجمهور والإعلام إختيار كوبر للاعب امكانياته محدودة وسنه لا يسمح له بالتطور.

كوبر لا يهتم لكل هذه المهاترات، يؤمن كوبر باللاعب الخططي المقاتل فهو لا يسعى الى النجوم إنما يريد لاعبيين عاديين، يؤدون مباراة عادية لتحقيق فوز صعب، لا يهم أن تحتفظ بالكرة أو تقدم كرة جميلة.

حمادة طلبه نفسه كان له الفضل في تأهل المنتخب بعد سنوات من الغياب عن أمم إفريقيا، كوبر أراد ضم طلبة حتي في حالة عدم مشاركته في أي مباراة كنوع من التكريم له، هو لا يزال يحمل مآسي عدم إختياره للمشاركة مع منتخب الإرجنتين في نهائيات كأس العالم 1986، الذي ظفرت به الأرجنتين، وقتها رفض المدرب كارلوس بيلاردو ضمه للمنتخب لأنه لاعب محدود الإمكانات.

لا يهتم كوبر بالأستحواذ بل بالنتائج

“ربما نلعب كرة مملة، أو كرة جميلة، مصطلح الكرة الجميلة هو أمر بالغ التعقيد، يمكنك أن تلعب كرة جميلة بأن تلمس الكرة 72 مرة أو أن تحقق هدفاً من خمس لمسات، كلاهما ينتمي للكرة الجميلة بالنسبة لي”

لعدة سنوات لعب المنتخب المصري الكرة الأجمل في القارة، وضم العناصر الأفضل في تاريخيه، لكن خلال تلك السنوات كان الفشل الأكبر في أن نرى تلك العناصر في البطولة الأهم في كرة القدم.

لا يهم أن تملك العناصر الأمهر لربح مباراة يكفي أن تملك العناصر الأمثل، هناك مباريات لا تلعب بل تُربح فقط!

العناصر الأمثل بالنسبة لكوبر تظهر في إختيارته؛ يرى كوبر إنضمام طارق حامد أهم من إنضمام عناصر أعلى فنياً أمثال حسام غالي وعمرو السولية، كوبر لا يحب الثقة التي قد تتسبب بخطأ ما في هدف عكسي، هو يريد لاعبين من نوعيته، تكمن قناعات كوبر في أن القتال على الكرة والألتزام بالتعليمات أهم من كونك تُمتع بالكرة.

"اللاعب الذي يحفظ طريقة المنتخب وأسلوب اللعب ويعرف تمامًا طريقة عملنا، هو الأكثر إفادة بالنسبة لنا"

كوبر لا يفضل أن تنتهي المباراة بنسبة استحواذ 70% بينما تكون النتيجة تشير للهزيمة، هو يريد العكس يريد أن يستحوذ الخصم بينما يظفر هو بالنصر.

في كل فترات كوبر التدريبية لم يحظ بفريق كامل يأج بالنجوم حتى الفترة التي قضاها في إنتر، لم يكن حينها الأقوى في إيطاليا وإن ضم بين لاعبيه الظاهرة رونالدو، كوبر اضطر بإستمرار أن يقاتل بلاعبين متوسطي المستوى لتحقيق نتائج غير متوقعة.

فلسفة كوبر تكمن في أن هدف واحد كفيل بنقلك للدور التالي، التاريخ لن يذكر كيف وصلت لمراحل البطولة؟ بل سيذكر البطل.

كوبر لا يجيد النهائيات كوبر ليس مورينيو

"مورينيو لديه قدرة رائعة فهو يفوز دائما بالنهائيات وهي قدرة لا أمتلكها؛ ليس لدي قدرة مورينيو"

في موسم اسطوري لريال مايوركا وبفضل خطة كوبر الدفاعية الصلبة، وصل الفريق لنهائي كأس إسبانيا أمام برشلونة ولكنه خسر بركلات الترجيح كانت تلك أول صدمات كوبر الكروية، قبل أن يخسر نهائي كأس الاتحاد الأوروبي بصعوبة ضد لاتسيو الإيطالي 2 / 1 .

الصدمة الكبرى في حياة كوبر الكروية، كانت خسارته نهائي دوري الأبطال مرتين على التوالي مع فريق فالنسيا الإسباني، عام 2000 أمام ريال مدريد بثلاثية نظيفة، وعام 2001 أمام بايرن ميونيخ بركلات الترجيح.

كوبر بحث عن روح جديدة مع إنتر في إيطاليا لكن لازمه سوء الحظ ليخسر الدوري في الجولة الأخيرة.

"أنا أسف نصيبي أن أخسر نهائيا أخر هي خسارة جديدة".

كوبر أراد أن يبتسم له الحظ ولو مرة واحدة في نهائي إفريقي أجاد الفراعنة إقتناص ألقابه، لكن استمر النحس أو ما أسماه النصيب!.

“يمكنكم القول بأني شخصية فاشلة ، بأني لم أفز كمدرب بأي لقب، دوماً أخسر في المواجهات الحاسمة، رغم وابل الانتقادات المبرحة التي تمطروني بها فأنا فعلاً شخص سعيد، الزمن وحده كفيل بوضع كل شخص في مكانه الذي يستحقه”.