لا زلت أراك ماثلة أمامي، ليس لك دأب غير تِذراف الدمع، كأنك تخبئين عني سرًا، أو تخفين عني خبر قصة قديمة قد أضعتها ونسيتها.
ولا تزالين تُثيرين في نفسي كوامن ذلك السؤال، الذي يدور في ذهني كلما لمحت طيفك، وأبصرت شخصك، وكلما خلوت بنفسي، ونأيت بها عن أعين الخلق.
من هي؟ ومن تكون؟ ما سرُّ هذه المرأة؟ وما خبرها؟
لا أزال أسأل نفسي هذه الأسئلة، وأفتش في ماضيّ القديم عن معنى يُبلغني كنه سرك، ويُطلعني على غريب خبرك، ويشفي غليل تعجّبي الذي لا يكاد ينتهي.
أهي امرأة قد عرفتها ونسيت خبرها؟، أم هي زائر جديد يبحث باهتمام عن سرِّ يتوّهمه فيّ؟!
لست أدري!، ثم من أنا حتى أكون قبلة عينيك، ومقصد سعيك!، من أنا؟!
الحق أني كلما رأيتك أبصرتُ خيالًا يشبهني يتراءى لي في سواد عينيك.
فأحسب أنك عاشقة!
ثم أرى تلك الدموع التي لا تَسكن، فأقول هي ترى شبحًا يُشبهني تتوّهمه في ملامح وجهي، وغياهب عيني، فلا تكاد حين تراني إلا رأت فيّ صورة ذلك الشبح القديم، فتذرف لأجل ذلك خالص الدمع، وغزير الشوق، وعظيم الوجد والألم.
أيتها المرأة: أنا غريب على شاطيء بحرك، لا أفهم لك سرًا، ولا أعرف لك خبرًا، فمن تكونين؟!
فعقلي يكاد يتوقف، وصوابي يكاد يطيش!
أرجوك، أخبريني من أنتِ؟!
كتبها إليك: سامي ..