الخروج من احدى الفرق الكبرى في اوروبا بداعي الفشل وعدم تقديم المطلوب منه يعد من اصعب الاختبارات التي قد يقع فيها اي مدير فني في العالم ، انريكي خرج من البرسا بعد  موجات متعددة من الانتقادات التي تلقاها الاسباني في فترة ولايته حيث أن الفشل مع فريق يعد من اكبر الفرق في اوروبا والعالم وكل الاعين عليه يقد يؤثر كثيراً في قيمة المدرب في السوق او حتى في مشواره التدريبي من خلال فقدان ثقة الجماهير ومسؤلو الاندية في فلسفته ،ولكن ان اراد المدرب تجنب كل هذه المشاكل يجب عليه ان يستفيد من تجربته مع هذا الفريق من خلال تحديد مكامن الخلل والتحسين من فلسفته ومعالجة كل الاخطاء ، لكن في بعض الاحيان يجب ان لا ننتظر من المدرب ان يغير من فلسفته التدريبية او طريقة لعبه بمجرد فشل تجربته في احدى الفرق بل ما ننتظره هو ادخال افكار جديدة على فلسفته لجعلها اكثر فاعلية ومعالجة نقاط الضعف من اجل تفادي اخطاء الماضي ، هذا ما شعرت به عند مشاهدتي منتخب اللاروخا بقيادة انريكي ، اول مباراة لا تعتبر تقييم للاداء وابراز للمعالم بشكل واضح .. في الجانب الاخر رابع العالم بدون اي تغيير في التشكيلة عدا عودة شاو للعب كظهير ايسر ، ساوثغيت يقدم فريق ممتازة وافكار متنوعه لكن هناك الكثير من المشاكل خصوصا في وسط الميدان .. 


منتخب الاسود الثلاث دخل بـ3-1-4-2  بيكفورد في المرمى امامه ثلاثي محور مكون من ستونز وماغواير وغوميز امامهم هيندرسون كأرتكاز صريح وفي الوسط رباعي مكون من تريبير وشاو كأظهرة متقدمه ولينغارد واللي في الوسط وفي الامام راشفورد وهاري كين .. 


اما منتخب اللاروخا فدخل بنفس الرسم الذي عودنا انريكي على اعتماده الـ4-3-3  دي خيا كحارس مرمى امامه رباعي مكون من كارفخال والونسو على الاطراف وناتشو وراموس كمحوري دفاع في وسط الميدان سيرجيو بوسكيتس كأرتكاز  امامه ساؤول والكنتارا كلاعبي وسط متحركين وفي الامام ثلاثي متحرك ايسكو ومورينو يتوسطهم اسباس .. 



لم تخلو الدقائق الاولى من اللقاء من محاولة كل فريق فرض سيطرته على اللقاء او حتى على الاقل تطبيق افكار مدربه فأبناء ساوثغيت طبقوا الضغط العالي في اماكن مرتفعه عن طريق اغلاق منافذ التمرير امام لاعبو اسبانيا في مناطقهم والعمل على تضييق المساحات والسبب من ذلك ان ساوثغيت يعرف قيمه بوسكيتس والكنتارا في الخروج بالكرة والاستلام تحت الضغط فدائما ما كنا نشاهد رقابة من راشفورد على بوسكيتس والسبب في ذلك هو سرعه ماركوس بالنسبة لسيرجيو ، عانى بعض الشيء لاعبو اسبانيا من هذا الضغط حيث وجدنا صعوبة بالغه في الخروج بالكرة من مناطقهم لكن انريكي قام بعمل حركة ذكية من خلال توسيع الملعب عن طريق كارفخال تارة والونسو تارة اخرى من اجل فتح مساحات جديدة اضافة الى خلق مفاتيح لعب قابلها في ذلك تقدم ساؤول والكنتارا من اجل بناء اللعب في منطقة متقدمه بعض الشيء ... 


تواجد ايسكو على الطرف بسبب استغلال المساحات التي يتركها تريبير عند تقدمه ولو لعب ايسكو كعادته بين الخطوط لاختفى بين زحمه الانكليز بسبب سرعة التحولات التي شاهدناها من الفريق الانكليزي خصوصا مع التحول الى الـ4-4-2 والعمل على تضييق المساحات بين الخطوط ، دائما ما كنا نشاهد مراقبة لصيقة على ثلاثي الكنتارا وساؤول وبوسكيتس لكن الشيء الغريب هو دائما ما كنا نرى مساحات واسعة للاظهرة واتوقع من ذلك ان الانكليز قد عملوا على تضييق الملعب بأكبر قدر ممكن من اجل منع الاختراقات من من العمق واجبار الاسبان على استخدام الاطراف وسلاح العرضيات حيث تكون اغلب الكرات العالية لدى دفاع الانكليز بسبب طول القامه عكس هجوم الاسبان ( والهدف الثاني ما هو الا خطا في الرقابة مع تحرك رائع من مورينو ) .. 


الشيء الجميل في لعب الانكليز هو سرعه التحولات من خلال اللعب المباشر وهدف راشفورد جاء بعد جملة تكتكية تدرس في التحولات لكن نقطه الضعف كانت في هيندرسون حيث لم يقدم الاضافة في وسط الميدان بل كانت مصدر خلل لفريقه من خلال البطئ في بناء اللعب وتحضير الهجمة حيث لم يستطع القيام بعمل الفارق في وسط الميدان وضاع في وسط زحام لاعبي الاسبان من خلال قيام ساؤول بالضغط عليه في وتضييق المساحات عليه ... 


الجميل في اسبانيا وهو اعتماد كلي في الهجوم على مورينو حيث شاهدنا رجوع للخلف قليلاً من اسباس لكن في ظل هذا الفوز ما زال انريكي يحتاج لمهاجم فذ مثل كوستا ممكن ان يستغل انصاف الفرص ويكون قوي في الكرات العالية وممتاز في الانهاء امام المرمى ، كما قلت سابقاً لا يمكن الحكم على اسبانيا انريكي منذ اول مباراة لكن بصراحه شاهدنا فريق منظم يقوم بتدوير الكرة بشكل اكثر من رائع لكن يعيبه بعض الشجاعة في المبادرة الهجومية .. 


#محمود_كريم