روى مبتعث سعودي لدراسة الطب بألمانيا قصة مسيرته الدراسية، التي تكللت الخميس الماضي بتفوقه في آخر امتحان بكليته، مستفيدًا من استراتيجية الفتيات في الدراسة، ومطلقًا على رحلته اسم "رحلة البؤس والشتات في الدراسة مع الفتيات".

وقال الطالب ويدعى "عبد الإله" إنه قضى 9 أشهر من العزلة منقطعًا للدراسة والمذاكرة في المكتبة، مبينًا عبر سلسلة تغريدات على حسابه في "تويتر" أنه عاد للتغريد أخيرًا بعد انقضاء فترة العزلة.

وأضاف أنه خلال دراسته بالمرحلة الثانوية في عام 2007 اتفق مع صديق له يدعى "أحمد" على الاجتهاد في دروسهم ودراسة الطب معًا في المستقبل، موضحًا أنه تخرج من الثانوية ودرس سنة تحضيرية في جامعة الملك سعود، ثم التحق بالدراسة في ألمانيا مبتعثًا.

وأبان أنه خلال دراسته بألمانيا دخل في منافسة مع الفتيات ومن بينهن "جوليا" و"فكتوريا"، اللتان تسخِّران حياتهما كاملة للدراسة فقط، إذ يعملن "كآلات بشرية"، يقضين 14 ساعة يوميًّا في المكتبة يدرسن خارج المنهج أكثر مما داخله، ليس لهن أصدقاء ولا يذهبن إلى الحفلات، على حد قوله.

وعلق على ذلك بالقول: "الفتيات مخلوقات سُخرت للدراسة، يلتهمن الكتب ويعرفن كل شيء ويخشين فقدان الدرجات أكثر من فقدان صحتهن"، مبينًا أن هذا الواقع ساهم في رفع مستواه الدراسي بشكل عام، بعدما كانت درجاته متضائلة أمام هؤلاء الفتيات خاصة في الاختبارات الشفوية.

وذكر عبد الإله أنه تمكن من تجاوز الكثير حتى وصل لأصعب اختبار طبي في ألمانيا، "الذي يقود 20% من طلبة الطب هناك لترك مقاعدهم الدراسية"، لافتًا إلى أنه فشل في اجتياز ذلك الاختبار، وكان عليه الإعادة.

وأوضح أنه كان يشاهد بعض الفتيات المقبلات على هذا الاختبار يأتين إلى المكتبة بـ"البجامة"، والبعض الآخر بـ"المخدات" وفرش الأسنان، يدرسن 16 ساعة يوميًّا ولمدة 4 أشهر.

وقال إنه قرر عندها تطبيق استراتيجية الفتيات، فابتعد عن وسائل التواصل وانعزل عن الناس واعتكف في المكتبة، وبقي على هذه الحال طوال 9 أشهر، ضغط خلالها على نفسه، وضعف بصره، وفقد 8 كيلوجرامات من وزنه، ولم يكن ينطق لسانه إلا في الصلوات الجهرية، حسب تعبيره.

وأبان أن مجهوده تكلل بالنجاح، إذ تفوق حتى على بعض الفتيات ممن كُنّ برفقته، مضيفًا: "شكرًا لله ثم لـ"أحمد" وشكرًا لتأثير الفتيات آكلات الكتب على رفع مستواي والتعلم منهن استغلال الوقت وقوة الشباب والفرصة المتاحة لهن للعلم"