بصرف النظر عن الرأي القانوني بشرعية الرئاسي في اعلان حالة الطوارئ كونه لا يتمتع بثقة مجلس النواب,ولكونه سلطة امر واقع فان المنظمات الحقوقية ارتأت عدم المساس بالحرية الشخصية كحق التعبير بالوسائل المعروفة وحق التظاهر السلمي,إلا ان الرئاسي الذي عمل طيلة فترة حكمه كل ما في وسعه من اجل اذلال الشعب عبر ارتفاع الاسعار ونقص السيولة وغيرها,اراد ان يتجه هذه المرة الى حجب الحقيقة عن الشعب بشان ما ترتكبه ميليشياته من اعمال اجرامية ادت الى نزوح العديد من العائلات بمناطق القتال,من خلال حجبه اهم وسيلة اعلامية وإخبارية يتجه اليها الشعب لتفريغ ما في جعبته من هموم(فش خلق).

 حكومة الفرقاطة بحجبها اهم وسيلة للتواصل الاجتماعي (الفيسبوك) تكون بذلك قد كشفت عن مدى تاثرها بما يقوله الليبيون عن عجزها على تقديم ابسط الخدمات للمواطن وارتهانها للميليشات الجهوية والمؤدلجة واقتسام المغانم واهدار المال العام الذي جعل المواطن غير قادر على شراء الحاجيات الضرورية.

محاولة حجب الحقيقة عما يدور بالعاصمة طرابلس من اعمال قتالية وانهيار ميليشياتها والتي بالتأكيد في حال استمرار المعارك(ما لم تتدخل قوى خارجية وما أكثرها) ستؤدي الى خروج الميليشيات الحكومية من العاصمة وقد ينتج عنه خروج حكومة الفرقاطة,وما قد تكشفه التحقيقات بشان فسادها المستشري,الذي بالضرورة سيقودها الى ساحات القضاء ومن ثم الى غياهب السجون,نراها محاولة بائسة طائشة من قبل عصابة نصبتها القوى الاستعمارية على الشعب الليبي,فهي وان حجبت الفيسبوك فإنها لن تستطيع حجب وسائل الاعلام المختلفة العابرة للحدود,وان ساعات طرح احمال الطاقة الكهربائية وان طالت لن تحجب الحقيقة عن المواطن المسكين(الذي ليس له القدرة على شراء مولد الطاقة) فهو يعيش الحدث اولا باول.

اننا نتوق وبكل شوق الى اليوم الذي نرى فيه كل من ساهم في ايصالنا الى هذا الوضع المزري خلف القضبان,لقد فاقت اعمال الرئاسي الاجرامية كل تصور,اما بخصوص الحجب فان ذلك لن يزيد الليبيين الا اصرارا على مواصلة العمل من اجل اسقاط الرئاسي بكافة الوسائل الممكنة.

الدينار لم تعد له قيمة,رغيف الخبز اصبح بنصف دينار(كان الدينار يشري 40 رغيف ذات الوزن) والحبل على الجرار,الشعوب الحية (ومنها تونس ومصر على سبيل المثال لا الحصر)عندما وصل الامر بارتفاع سعر رغيف الخبز بضعة قروش اقدمت على التظاهر وأسقطت حكومات وأجبرت السلطات عن التراجع,لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى,لم يعد لدى الشعب ما يخسره,إلا اذا اراد الاستمرار في انتهاج سياسة السلبية وغرس الراس في الرمال التي ستقوده حتما الى الفقر المدقع,والتسول على الارصفة وانحراف الابناء,بالاتجاه الى الاعمال الوضيعة من سرقة وسلب ونهب بسبب عدم قدرتهم على العيش الكريم,تلكم اماني الحكومة وميليشياتها,وذلك بإجبار الشباب على الانخراط في صفوفها نظير ما تدفعه لهم من رواتب جد مغرية,حيث سيكون(الشباب)الوقود الذي يساهم في تغول الميلشيات وتدمير البلد,جيل بأكمله اصبح خارج الخدمة ليس مؤقتا كحال شبكات الاتصال عندنا,بينما لعقود وللأسف الشديد.

فهل ستقوم الجماهير بإعلان ثورة (الخبز) على السلطات اسوة بالشعوب المجاورة؟ ليس لنا إلا الانتظار,ويبقى الامل معقودا على القوى الحية للخروج بالبلاد الى بر الامان.