تسطع علينا كل يوم، فتنير دربنا و حياتنا ، و نلاقيها كل صباح تلون وجوهنا و تبادلنا الابتسامة قبل إعلان نهاية هواء الفجر، الذي يشفي العليل و الحامل للبشرى لمن صلى و ذكر بخير الدنيا و ما فيها .

نلاقيها قبل الإطلالة و في ظلمات الفجر، نسابق نور الله في أرضه قبل السطوع ، فبلمسات عابرة و صوت مدو داع للجنة، يبدأ اليوم و تتوالى الأفعال و تعقد العزائم.

و أنت تلامس نورها، تستذكر أياما خلت و تستشعر أحاسيس راقية و صورها الجميلة و هي تدغدغك مع رائحة القهوة و أريج الحلوى، تتراءى لك صورها طول اليوم و أنت بين الفرح و الحزن، تتمنى على الله ألا تغيب و لا تغرب، و تبقى سرمدية أمام عينيك تلاعب الصغار في البحر و في الريف، طاهية لهم الشاي و الثريد.

و إذا حزنت و اكتأبت، فستعبر بحياتك سحب البرد و الثلوج ،فتسود الدنيا في عز ساعة الزوال و تمطر بردا في الصحاري الفلاة ،و تنقلب الفرحة دموعا و الابتسامة يأسا ،و لكن الخالق قريب من الداع و لا يضيع المستغفر الأواب، صاحب القلب المنير، و لا تنغلق أبواب رحمته حتى اليوم الموعود و السطوع من الغروب.

و رغم الأحزان و الامتحان، تعود لتشرق برحمة القهار، لتبقى نورا للجمال و سراجا للحياة و شمعة لا تنطفئ أبدا، نكتب في نورها قصص الأفراح وكيف تنمو الورود، و يبقى يوم البشرى شاهدا أن الضياء منها و الأولاد منها و الفرح منها و معها، و الحياة أشهى و ألذ بتواجدها ، فدامت في حماية المولى ما نمت الورود ،و صاحت الديوك ،و تعاقبت الليالي، و في فجرها تعود للسطوع ،و تحضير القهوة مع الخبز أو البسكويت.

محمد بن سنوسي

26-08-2018