كُنت مُقيّد بأشد الحبال، استطيع فك قيدي ولكن لم أرغب، ليس لأني لا أرغب بالحريّة، ولكن حتى وإن تحررّت من قيودي، لا استطيع الهروب ، فلستُ أعرف وجهتي، وليس لدي ما يُشبع رغبتي من هذه الحياة.


لا أريد الحياة، حياة رتيبة لا يوجد شيء يستحق بها، خاصّةً بعد فُقدان قطعة من قلبي، قطعة أثمن من كُلِّ ثمين، وأجمل من كُل جميل، قطعة لا يستطيع كائنٌ من كان تعويضها، قطعة؟.. لا ليست بقطعة، فهي أسمى من أن أقول عنها قطعة، هي حياة، هي روح للجسد، هي الجنّة إن صح التعبير. هي... لا أعرف حتى كيف أصفهُا، فهي أعلى من أن توصف.

هي.. أُمي ، لولاها لم يُكن أحمد ليكتُب الآن.

أُمي، أتمنى إيصال كلامي إليك، أمُي أكتب لك الآن وعيناي تنهمر كنهر جار ٍ من نثر دموعها، ثقي تماماً أحُبك، وسأضل كذلك.
أمُي، أريدك أن تعرفي شيئاً.. شيئاً واحداً فقط..

تمنيتُ لو روحي صعدت إلى السماء قبلُكِ، ولكن القدر لم يعترف بأمُنتيني.

أمُي أحُبّك بعدد ما ذرفت دموعي حزناً على فراقك، أحُبّك بعدد الأيام التي انقضت وستنقضي.