قد يكون العنوان غريبا، أو إن هذه العنوان جاء بالخطأ، أو إن كاتبه مجنون يريد إيقاظ فتنة نائمة، يحاول الجميع أن يغطيها بإبتسامات المجاملة والضحكات الصفراء، أو بكلمات معسولة تذكر هنا أو هناك ، أو إن صاحب هذا المقال يحاول أن يجر القارئ الى معلومات خاطئة.
من عاشر الشهيد محمد باقر الحكيم، يعرف حجم المرارة والأسى، الذي عاناه من رجالات حزب الدعوة في المهجر، هذه المجموعة التي أرادت أن تحكم الوسط الشيعي، بدعوى إمتلاكها لمقدار من الثقافة والتدين، يؤهلها لقيادة الأمة بإجمعها، فقيرها وغنيها، صغيرها وكبيرها، جاهلها ومثقفها وحتى ومرجعها ، فمن ضمن أدبيات حزب الدعوة، أن يكون المرجع من منظومته، ومشرعا وتابعا للحزب وليس العكس، فلنا أن نتصور حجم المشاكل، التي كان يثيرها الدعاة في المهجر ضد المجاهدين، كونهم أعلى منهم ثقافة وعلما.
هذا الأمر جعلهم بعيدين عن المنظومة الجهادية، التي أسسها محمد باقر الحكيم في المهجر، ممثلة بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، الذي ضم الحركات والأحزاب العراقية المقاومة للنظام الصدامي في العراق، حيث إنفصل حزب الدعوة عن المجلس عام 1990، بسبب إصرار رجالاته على أن يكونوا قادة وليس تابعين، إضافة الى الاختلاف الواضح في المرجعية التي يعود لها حزب الدعوة، التي لم تكن يوما من النجف الأشرف، مما جعل إيران تمنع حزب الدعوة من ممارسة العمل السياسي على أراضها.
إنعكس هذا الاختلاف والتنافس السياسي في المهجر، على علاقة الدعاة مع محمد باقر الحكيم، فكان الاعتداء عليه من قبلهم وهو جالس في الحسينية في قم، ولعل الحادثة الأبرز هي محاولة الانقلاب عليه وقتله من قبل " بعض " المنضوين في فيلق بدر، شارك فيها رجال هم متصدين للمشهد السياسي في العراق الآن، إضافة الى رفضهم المشاركة في إسقاط نظام صدام، تحت ذرائع وأعذار واهية، ولا ندري ماذا يقولون اليوم وهم جلوس على كرسي الطاغية منذ خمسة عشر عاما.
بعد إسقاط نظام الطاغية؛ وتصدي محمد باقر الحكيم للعملية السياسية في العراق، حرص على إشراك الدعوة ضمن السلطة، وكان يجرهم جرا للتصدي للعمل السياسي، وجعلهم جزءا من العملية السياسية الجديدة، فكانوا جزءا من الجمعية الوطنية الوطنية، ثم مكونا من الإئتلاف الوطني العراقي، الذي دفع رئاسة الوزراء الى حزب الدعوة، رغم إنهم لا يتعدون 12 مقعدا في حينه، ومنها تم التصدي لآل الحكيم ولجميع المشاريع التي كانوا يطرحونها للنهوض بواقع البلد، ومنها مشروع إقليم الوسط والجنوب، ومشروع توزيع الثروات على المحافظات المنتجة للنفط والكثير من المشاريع الأخرى.
تحول التنافس السياسي بين الدعوة والمجلس الأعلى، على الرغم من الأواصر الوطنية والمذهبية وأحيانا العائلية، الى عداوة من طرف واحد يحاول أن يثأر من كل سنوات المهجر، ومن كل تاريخ وأفكار ومتبنيات آل الحكيم، وجيشت الجيوش الإلكترونية من أجل ذلك، وصرنا نشاهد سياسيين وإعلاميين وقادة يتجرؤون تدريجيا على آل الحكيم، حتى وصل الأمر بكبيرهم، أن يتوعد آل الحكيم بأن يجعلهم منظمة مجتمع مدني توزع الماء على زوار كربلاء، مستعينا بماكنته الإعلامية وأمواله المسروقة والدعم من الخارج.
لم يسلم محمد باقر الحكيم من تسقيط الدعاة وإتهاماتهم، ومحاولتهم تزييف الحقائق التاريخية، حتى بعد إستشهاده قرب ضريح الإمام علي عليه السلام، وتأبين الأمة ومراجعها وعلمائها له، فقد إستمرت تخرصاتهم وإنتقاصهم من مكانته، وآخرها ما تفوه به مجنون الدعاة غالب الشابندر وتعديه على الحكيم، رغم إنه لم يأتي بشيء جديد، فهذا دين الدعوة.