رحيم الخالدي
ذكر لي أحد أصدقائي في تسعينات القرن الماضي، أنه سأل المرجع السيّد حسين الحمامي (قدس)، بمن هو صاحب النفس الزكية، والذي يتم قتله على أيدي النظام البعثي، فيطرق باكياً ويمتنع عن الإجابة لأمر يعرفه هو، وكانت تصوراتنا أن المعني بالأمر هو السيّد نفسه، وكنّا ننتظر الأمر لنتبين الحقيقة، لكن الذي جرى ليس كما توقعنا إلاّ حين إستشهاد شهيد المحراب (قدس)، عندها تيقنّا أننا أصغر من أن نصل لمعرفة الأسرار الإلهية، التي إختص بها رب العزة والجلالة علماء من أُمته، ولا يمكن لغيرهم مهما بلغ منهم العلم والمعرفة .
كل إنسان له دور في الحياة، وقسم منهم أصحاب رسالة يؤدونها خاصة العلمية منها، ويتبادر للذهن أبيات اتذكرها منذ الإبتدائية حول المعلم، "قف للمعلم وفّهِ التبجيلا ،كاد المعلم أن يكون رسولا"، حيث وصف المعلم بأنه صاحب رسالة، ولابد له من تأديتها، كذلك باقي المناحي العلمية والثقافية، ولكن عندما يتم إستغلال الرسالة لأغراض متسافلة الدرجة، للثأر من كان يقف بوجه أعتى نظام ديكتاتوري! يصبح ذلك عكس ما كان ينتظره الذين يبغون إستلام هذه الرسالة، ليقوموا بدورهم نشرها خشية الإندثار .
عندما يفلس الإنسان ويتم إستعمالهُ أداة، يتم تحريكها كيفما شاء الذي يحركه، كونه يمتلك دهاء الثعالب بغية تسقيط الآخرين، لا يعتبر أنه يمتلك إرادة، وحاله حال سائر المخلوقات البهيمية، التي يتم إستعراضها بالسيرك، لينتظر دور إطعامه بعد إنتهاء العرض وتسلية الآخرين، والمتابع للأحداث الأخيرة، أن هنالك شخوص تم تجنيدهم للتهجم على المراجع الكرام، ومراجعنا هم موضع إحترام ليس في العراق وحسب، بل في العالم الاسلامي، بغرض لفت الأنظار عن الفساد الذي فاق التصورات، ولأن المرجعية تنصح بين فترة وأخرى الحكومة، وتنبه بوجوب خدمة المواطن، وتلبية إحتياجات هي من صميم عملها، يقوم غالب ومن هم على شاكلته بالتهجم بغرض خلط الاوراق .
يطل علينا غالب الشاهبندر من خلال القنوات الفضائية، ويتهجم على رمز وطني وديني لغرض في نفسه المريضة، متهماً إياه بمحاربة حزب الدعوة، وبالطبع هذا يقودنا لتحليل عقلاني، إمّا أن الإتهام صحيح ويقودنا للإنحراف الذي عاشهُ العراقيين، من قبل اؤلئك بإنتهاجهم مسار الإخوان المسلمين في تلك الفترة ووقف ضدهم، وهذا لمسناه من خلال القيادة طيلة السنوات المنصرمة، ولثلاث دورات إنتخابية، وتعميمهم الفساد بغية تطبيق برنامج لإسقاط الحكومة وتذويبها، وجعل العراق ساحة صراع، أو الإتهام كاذب بدليل مباركة السيّد الخميني (قدس)، ومباركته قيادة الجناح الذي أسسه شهيد المحراب الخالد .
يعترف غالب من خلال لقاء لأحدى القنوات في جامعة بغداد، وسؤاله لماذا تهجمتم على مقام المرجعية؟ بالوقت الذي كان الأجدر مساندتها، وهي التي أفتت بالجهاد الكفائي، وخلصتكم من الإرهاب، وهي الراعية من خلال النصائح لمنهجكم المخالف، وفسادكم الذي أزكم الانوف، فكان جوابه دون إستحياء! أنه هو والعسكري تم إصدار لهم تعليمات بقيامهم بشن حملة شعواء ضد مقام المرجع الاعلى السيّد السيستاني، وإعترف أنه كان على خطأ! ولا يعلم الجمهور أن هذا التهجم فتح باب لأبناء العاهرات ببقائه مفتوحاً، مع دعاء السيد السيستاني بالعفو عنهم، والدعاء لهم بالصلاح، وهذه مفارقة كبيرة بين المعتوه والعالم، لعله يرجع الى صوابه .