ايفن آرثر فلين
اسم عادي غير معروف ، لشابٍ نشأ في كنف عائلةٍ ميسورة الحال ، كان محباً للفن والكتابة منذ صغره تميّز بشخصية مرهفة الحس ، كان يميل إلى العزلة رغم أن صفاته بعيدة تمام البعد عن الانطوائية ، فقد كان محباً للأعمال الخيرية وله قلبٌ عامرٌ بحب الجميع معتقداً بأن الحب هو أساس هذا الكون وأن التسامح هو الذي يجلب الأمل ويبعث فرصةً جديدةً في الحياة ، الحياة التي صدمته مبكراً بفشل أول تجربة حبٍ في حياته ، والتي أثّرت بشكلٍ كبير على مستقبله ، لكنه لم يستسلم فواصل كفاحه حتى استطاع أن يكوّن أسرةً صغيرة بزواجٍ مثالي ، ظناً منه أن الاستقرار العائلي سيكون أكبر دافعٍ له لتحقيق طموحاته وبلوغ قمم المجد بمواهبه الأخرى ، لكنه سرعان ما اصطدم بحائطٍ آخر ألا و هو الفارق الفكري الواضح بينه وبين شريكة حياته التي لا تهتم بهكذا مواهب ليتحوّل الفتور إلى برود إلى جبلٍ جليدي سميك لينتهي بهم الحال إلى انفصالٍ نهائي ، ليعيش فترةً من الشتات والضياع ، وحينما لاحت له فرصةً بدت كأنها قبلة الحياة ، خرج بعلاقة حب عاصفة مع فتاةٍ لها قواسم مشتركة معه في حب الفن والكتابة ، وحينما ظن ايفن أنه على وشك تحقيق مفهوم السعادة الكاملة ، تعرّض إلى صدمةٍ أشد إيلاماً مما سبقه من تجارب حيث رحلت حبيبته وملهمته عن هذه الدنيا إثر مرضٍ عضال لم يمهلها كثيراً ليدخل في دوّامة السوداوية التشاؤمية ، وتنقلب المفاهيم رأساً على عقب لينتهي به الحال أسيراً لحاناتٍ رخيصةٍ وبالنهاية توفي بعد اعتلالٍ صحّي متوقّع وهو بعد في ريعان شبابه وماتت معه أحلامه وطموحاته الكبيرة.
إن هذا النموذج المأساوي الحزين يتكرّر كثيراً عبر العصور ولعل سببه الرئيسي هو أنه لم يجد اليد التي تحنو عليه في أوقات المحن فعاش ضحيةً للتجاهل والاهمال والتهميش ،هل مرّت عليك عزيزي القارئ هكذا قصة من قبل لعلك تعرف الجواب والحل في آنٍ واحد.