دع الوشاة وما قالوا وما نقلوا
بـيني وبينكم ما ليس ينفصلُ
البهاء زهير
شاعر من العصر الأيوبي
من السهل أن تختلق قصةً وهميةً لتضرب بها علاقة شخصٍ بآخر ، وقد كان الوشاة هم سفراء الشر قديماً وحديثاً ،إن الشخص الذي يفسد علاقاتنا بالآخرين ذو غايةٍ محددة ألا وهي صنع الكبوات والفجوات في طريقنا ، وليقطع خيوط التواصل مع العالم لأسباب مختلفة أبرزها الغيرة المرضية والحقد والحسد ، والهواجس والبغضاء وعقد النقص ، فقد كان الوشاة يمثّلون الشخصية الشريرة في قصائد الشعراء ، ومسلسلات الحب ، وفي المشاريع الإبداعية فهم يفسدون كل شيءٍ جميل ، بالاختلاق والتدليس المتعمّد ، يقول أحد الرفاق:
العدو الحقيقي هو الذي يختبئ في رداء الصديق المتصنّع للمودة بشكلٍ مبالغٍ جداً ، فهو أقرب شخصٍ بإمكانه توجيه لك طعنةٍ غادرة غير متوقّعه كما أنه يجيد اللعب على نقاط الضعف ويختار التوقيت المناسب لتنفيذ خطّته البشعة ، ضارباً بعرض الحائط بعواقب تلك الممارسات السيئة ، والتي تنقلب ضده في النهاية إذا كان المتخاصمون على درجةٍ عالية من الوعي .
كيف تتعامل مع هذا النموذج المتعب وكيف السبيل للتخلّص منه بعقلانية ؟
1 الصمت والتجاهل
2 المواجهة المباشرة
3 اللعب معه بأسلوب نفسي
غالبيتنا نرفض الدخول في مهاترات مع عقلياتٍ بالية جاهلة ونفضّل الحل الأمثل ألا وهو التجاهل والابتعاد وصولاً إلى القطيعة النهائية ، وهناك من يختار المواجهة المباشرة القاسية والتي تثير البلبلة والضوضاء في غالب الأحيان ، وهناك من يكون ردّه أكثر عقلانية بمواصلة الطريق والتعامل مع هذا الصديق بالأخلاق العالية وهذا يحتاج إلى شخصية راجحة العقل فائقة الذكاء لديها النفس الطويل .
ولعل المعضلة الأصعب أن يكون هذا الشخص مرتبطاً بك ارتباطاً وثيقاً سواء كان في العمل أو العائلة أو في أي مجالٍ مشترك مما يزيد من صعوبة المواصلة معه فيكون إيجاد بديلٍ واقعي حلاً مناسباً ينهي هذا الإشكال للأبد ، فالحياة لا تتوقّف على شخصٍ واحدةيجب أن تستمر طالما نحن نتسلّح بالإرادة والأمل.