وراء كل صفقة يغلب عليها الغموض، رجلا أكثر غموضًا، لانه يمتلك كافة الادوات التي تنجح الصفقة او تلغيها، سواء بتأثيره على اللاعب نفسه أو الناديين القائمين بالصفقة نفسها.
وهنا نتحدث عن كيا جورابشيان، وما يدور في عالم خفي من الصفقات و العمولات المشبوهة التي دائمًا ما تسعى الجماهير لمعرفتها للتأكيد فقط بأن هذه الكواليس هي من تتحكم في الصفقات ..
بروفايل مختصر :-
في البداية لندرك أننا أمام رجل أعمال ذكي يجيد اصطياد الفرص. ولد كيا في إيران، لكنه هاجر رفقة أسرته في سن مبكر لإنجلترا، وقد بدأ حياته العملية في تجارة السيارات مع أبيه، ثم تحول للبترول والاستثمار في البورصة، إلا أنه اتجه أخيرًا للمجال الرياضي وهو في مطلع الثلاثينات. عام 2004، أسس كيا شركة تدعى MSI ومقرها لندن تستهدف الاستثمار في كرة القدم. كانت رؤيته واضحة ومحددة جدًا، فقد انصب أغلب تركيزه على رعاية المواهب اللاتينية الشابة ثم تسويقها في الدوريات الأوروبية وجني أرباح كبيرة من التوسط في عمليات البيع .
الربح بالجودة وليس بالكثرة :-
ولان كيا ذكي جداً عرف ان خامة كرة القدم تتركز في قارة واحدة فاللاعبين في امريكا الجنوبية يتمتعون بصفات لم ولن تجدها في اللاعب الاوروبي رغم الفرق الكبير في الامكانيات والمؤسسات التي تخص تطوير لاعب كرة القدم ، لذلك انطلق جورابشيان إلى أرض المواهب وانسب ارض لبناء اسطوريته هي البرازيل. فور وصوله لبلاد السامبا، قام كيا بشراء حصة كبيرة من أسهم نادي كورينثيانز، وقد أطلق وعودًا بضخ الأموال وإبرام التعاقدات حتى يتحول النادي البرازيلي لنسخة أوروبية داخل أمريكا اللاتينية. في الوقت ذاته نجح في تشكيل فريق من كشافي المواهب ينتشر على امتداد البرازيل لمتابعة أهم اللاعبين بين أعمار 16 و18 ومحاولة استقطابهم.
بالطبع دارت حول اسم كيا شبهات الفساد، إذ لم يكن من الطبيعي أن يمتلك شاب في الثالثة والثلاثين كل هذه الأموال دون أن يرث أو يكون صاحب نجاح استثنائي في مجال ما. وقد اتهمته الصحافة آنذاك أنه يعمل كواجهة إدارية لمستثمر خفي لا يريد الظهور، خصوصًا عندما نجح في التعاقد مع نجم الأرجنتين الصاعد آنذاك «كارلوس تيفيز» نظير 22 مليون يورو، وقد كان هذا المبلغ رقمًا هائلًا في 2005! بذكر تيفيز، جدير بالذكر أن مهاجم البيسيليستي ربطته علاقة قوية للغاية مع كيا، حتى أن الأخير تولى هندسة جميع انتقالاته بداية من كورينثيانز وحتى استقر به الحال في بوكا جونيورز، مرورًا بويست هام واليونايتد والسيتي، ثم تمثيل يوفنتوس، وبعدها العبور في طريق مفروش بالدولارات إلى الصين. وقد أضافت نجاحات الأباتشي بريقًا لاسم جورابشيان كوكيل لاعبين قادر على إدارة مسيرة النجوم. كما تعددت الصفقات التي كان طرفًا فيها وشملت أسماء كـ«ماسكيرانو، روبينيو، أوسكار، ديفيد لويز»، وبالطبع «باولينيو، كوتينهو، ويليان» ..
رائحة الفساد :-
يمتلك كيا خبرة تزيد عن 15 سنة في الميركاتو ، لذا فهو يجيد قراءة الطرف الآخر، ويعرف بالضبط كيف يقنعه أو ربما يجبره على التفاوض. كما أثبتت الأيام والصفقات أن الوكيل صاحب الأصول الإيرانية لا يمل سريعًا، وهو ما أكدته أيضًا صفقة كوتينهو الذي قام بتقديم طلب رسمي بالرحيل لإدارة الريدز، ثم تمرد على كتيبة «يورجن كلوب»، ليتمكن جورابشيان من التفاوض مع مجموعة فينواي المالكة لليفربول، وحسم الصفقة التي بلغت 140 مليون ، يا ترى كم كانت عمولته في تلك الصفقة ؟
لم يفوّت كيا الانتقالات الصيفية هذا العام أيضًا، وقد ربطت أخبار عدة البرسا بلاعبه البرازيلي الثالث: ويليان. يمكننا أن نستنتج بسهولة ماذا تم، لابد أن كيا عرف من مصادره داخل الإدارة أن السيد «فاليفيردي» غير راضٍ عن أداء «عثمان ديمبيلي»، وهنا أجرى اتصالاته ببارتوميو ليخبره أنه يمتلك في جعبته الحل كالعادة، وهو جلب جناح جديد، لكن الأمور لم تسر تلك المرة على ما يرام ورفضت تشيلسي التفريط في البرازيلي ..
لكن ماذا عن الوافد الجديد مالكوم ؟؟ هل هو أيضًا لاعب في قائمة كيا؟ في الحقيقة أن جورابشيان ليس وكيل مالكوم، لكن ذلك لا يعني على الإطلاق أن بصمات الرجل غابت عن تلك الصفقة. فيمكنك ببعض البحث أن تكتشف أن وكيل مالكوم هو البرازيلي «فيرناندو جارسيا»، وهو صديق لكيا وقد عملا سويًا في البرازيل وإنجلترا. أضف إلى معلوماتك أيضًا أن مالكوم نفسه هو ابن نادي كورينثيانز ولابد أن جورابشيان ورجاله يعرفونه جيدًا، وقد عرض كيا بالفعل على نادي إنترميلان خدمات مالكوم قبل ذلك، إلا أن صحيفة الأس الأسبانية كشفت في تقرير نشر اليوم أن جورابشيان لعب دور الوسيط الهام في الصفقة التي جاوزت 40 مليون يورو من المثير التساؤل: من هو أكبر مستفيد من الأموال التي دخلت خزينة البلوجرانا بعد بيع نيمار؟ هل هو فريق الكرة الذي لا يزال تحتاج صفوفه لتدعيمات لا سيما بوسط الملعب، أم هو كيا جورابشيان الذي كان طرفًا بثلاث صفقات إحداها هي الأغلى بتاريخ برشلونة؟
غرد الصحفي رافاييل هيرنانديز عبر تويتر ((كل هؤلاء اللاعبين المنضمين لبرشلونة لديهم وكيل واحد هو كيا جورابشيان. هذه ليست مصادفة، بل فضيحة ))
تغريدات من المنطقي أن يبدأ البعض بالتفكير كما فعل الصحفي المهتم بشؤون برشلونة «رافاييل هيرنانديز» في تغريدته المذكورة، فارتباط كيا بكل تلك الأسماء التي انضمت لبرشلونة في فترة قليلة جدا جدًا يطرح اكثر من سؤال ويترك الكثير من علامات الاستفهام ، والأقرب فعلًا للتصديق هو أن كيا يمتلك علاقات قوية داخل مجلس إدارة برشلونة الحالي تمنحه الضوء الأخضر لعقد الصفقات بأي سعر حتى لو كان ذلك على حساب احتياجات الفريق الأساسية.نحن إذن أمام شبهة فساد واضحة، ولا يعرف أحد إلى أي مدى يمكن أن تستمر بهذا الامر ..
#محمود_كريم