يتركون حمده ويقتلوا حمود !...
رحيم الخالدي
هنالك قصة فيها عبرة، ويحكى عن سيدة إسمها حَمْدَه تشتهر بالبغاء، ولما علا صيتها، إجتمع أقاربها لإحتواء الفضيحة التي لاحقتهم، ليخرجوا بقرار نهائي لا يقبل التأويل، بقتل حمود لأنه أخيها .
كثيرة هي الأخطاء التي رافقت ميلاد الدولة الجديدة، تحت ظل النظام الديمقراطي، والسبب الرئيسي غياب التخطيط! وأشخاص أثبتوا نجاحهم وسجلوا ذلك في سجلهم، بينما فشل الآخرون وهو وصمة عار في جباههم .
شعارات رافقت التظاهرات الأخيرة، المقصود منها رجال الدين! ونعتهم بأقبح النعوت لأنها كانت الراعي للمواطن العراقي، والفتوى بالجهاد الكفائي التي أطلقها سماحة السيد علي السيستاني، أوقفت البرنامج الصهيوأمريكي من التحقيق، فالتجأت تلك القوى وبمساعدة المتغلغلين في الحكومة ومنهم الفاشلين، بالإندساس في تلك التظاهرات التي لم يعرف لحد الآن من هو القائد فيها! فكانت المراجع هدفا معلناً وهي التي طالما نصحت بتعديل المسار، الذي كانت تقدمه على طبق من ذهب للحكومة، طيلة الفترة الماضية، لكنها لم تنصاع وتنتصح للإرشاد، وهذه النتائج هي من تلك الأخطاء التي إنتهجتها الحكومات السابقة، والنقص الحاصل في الخدمات وتداعياته وتراكماته، أثر بشكل أو بآخر على المواطن العراقي، الذي ينتظر بفارغ الصبر، تحقيق الوعود التي طرحتها الكتل والأشخاص أبان الانتخابات، ولم يتحقق شيء من ذلك .
التظاهر حق كفله الدستور، ويحميه القانون، وهو بند لا يمكن محوه، والمطالبات يجب أن تتحقق لأنها مشروعة، لكن المثير للإستغراب! أن هنالك من يتهم أشخاص أثبتوا نجاحهم في إدارة الملفات الممسكين بها، وكتلة المواطن بالخصوص !.
تعداد السكان العراقي يقول أن العدد هو ستة وثلاثون مواطن عراقي، والذين إنتخبوا كتلة المواطن مليون ناخب، فأين ذهبت باقي الأصوات؟ وأين إنجاز الملفات الباقية! فوزارة النقل وعملها بتصاعد والموارد معلنة، ووزارة النفط قفزت بصادراتها فوق الثلاثة ملايين وثلاثة مئة الف برميل يوميا، بعد أن كانت تعاني بكثير من المشاكل، ووزارة الرياضة عملها لا يمكن تخبأته .
لا يمكن أن تلوم كتلة تم إنتخابها من قبل مليون، وتترك باقي الوزارات والمفاصل التي إستولت عليها دولة القانون، وباقي الكتل الأخرى، التي لم تترك مفصلا من مفاصل المراكز المهمة، إلا ووضعت أحد كوادرها فيها، والدليل المناصب بالوكالة !.
الاسلوب الجديد للالتفاف على الانتصارات المتحققة، والتظاهرات خير مخرج من الخسارات المتكررة التي تلاحق الإرهابيين، ولإشغال الشارع بواسطة التظاهرات، للولوج الى عمق النصر، لنخره من الداخل لتعم الفوضى! قد إنطلى على كثير من المتظاهرين، الذين يطالبون بالوسائل السلمية، ولجعل المناطق الجنوبية الآمنة ساحة صراع! لتخريب النصر المتحقق ضد الإرهاب، ولا ننسى أن هنالك من يدفع بالتظاهرات، لتكون فوضى عارمة لتخريب العملية السياسية، خاصة مناطق الوسط والجنوب الآمنة لنقل الصراع اليها !.
هنا مربط الفرس: المتظاهرين المندسين الذين يحملون في داخلهم هدفين بآن واحد، الأول هو الإلتفاف على النصر! والثاني يطالبون كتلة المواطن بالحقوق، بينما لا تمتلك غير ثلاث وزارات! والكهرباء ليست بيدها، سيما باقي الوزارات، فهل من الممكن أن تطالب بخدمات لوزارة لا تمتلكها! وهنا ينطبق المثل القائل، يتركون حمده فيُقتلون حمود .