تغيب الكلمات التي نريد، لنحكي غيرها، هذا ما يحدث غالبا؟!
يجتالني التفكير فيما يحدث بحثا عن سعة لا تضيق عنها رؤيتي العجلة، فما الضيق سوى تمظهر لقصر الرؤية.
نطاق تفكيرنا المشبع بالخمول الفكري يلوي أعناق الكلام، نتشبع بالرضا فنتجاهل اﻷمور أو يتخمنا الإحباط فنزايد على اﻷوضاع، نسير في منطقة الﻻحسم أو نلتجئ إلى خيارات اضطرارية.
نمضي في حياة يرى فيها أحدنا كل أمر على أنه فضول فيما يحشد آخر دﻻئله في إصرار على أنها لن تؤدي إلى نتيجة، تثخن فينا المحاولات الفاشلة حتى لانطلب جديدا ولا نبتكر مبادرة أخرى.
يا لصديقي الذي يبحث عن ممشى يستقيم به بين "اﻻهتمام بأمور المسلمين" و"من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه"؟
ويحسب -بحسن نية- أنه من السهل تحديد مايعنينا؟ وما يجب أن نهتم له؟ كيف نرفع حالة اﻻشتباه تلك دون الوقوع في فخ اﻻنتقائية أو شراك المبالغة؟
حين يفاضل بين اهتماماته لا يجد سوى آثار من علم وفيض من قضايا إعلام وروابط معطلة من التعلق بآراء مبتورة.
لايستطيع المرء اﻹقدام على غير ما يحسنه حسب التبرير الدارج، وكأن البقاء ضمن حيز محدد هو أكثر ما يمكننا فعله، لكن الحق في أن "قيمة كل امرئ ما يطلب" كما يقول ابن تيمية، ويفسر ابن القيم مراده بأن "قيمة المرء همته ومطلبه" فأين تجد قيمتك يا رفيقي؟ بعيدا عن التسوير الذي يحدنا به المكان أو المجتمع أو حتى قصور نظرنا المنهك.