عبدالله الصقعبي
لفت انتباهي شعار مركز المجدوعي للمساجد ، على بساطته إلا أن اللون والمساحات وتناسق الخط مع الزخرفة كلها ترتبط بمعاني جميلة أبرزها مايتعلق بـ (التراث الإسلامي) ، ربما يثير هذا عجب البعض إلا أن مسألة قلة العناصر والملامح في الهوية البصرية والشعار بشكل خاص هو توجه عام عالمي تنبهت له تلك المؤسسات والشركات التي لاترغب في تغيير أو تبديل الهوية على المدى القصير ،
وباستعراض سريع للتحول في نمط تصميم الهوية خلال السنوات الأخيرة للمنظمات الخيرية نشاهد مثلا منظمة Cystic Fibrosis وهي منظمة بريطانية غير ربحية مهتمة بمرض (التليف الكيسي) وهذا المرض غير واضح الأعراض،حينما راجعت المؤسسة هويتها وجدت أنه لا يخدم الرسالة والهدف الأساسي الذي من أجله تعمل المؤسسة فكانت الخطة ، البساطة + التركيز على الهدف الأساسي ألا وهو التحذير من هذا المرض الخفي، فكانت الفكرة ببساطة عبارة عن اسم الجمعية وكأنه موضحًا بالقلم المحدد.
ومؤخرا المنظمة الاسترالية Wilderness Society وهي كذلك منظمة غير ربحية تهدف للحفاظ على البيئة الطبيعية للكائنات الحية ،مشكلة الشعار القديم على كثرة عناصره أن من يراه يعتقد أن المنظمة تهتم فقط بهذه الحيوانات إلا أن السبب الحقيقي الذي دفعهم للتغيير هو نظره المجتمع لها بأن اهتمامها الأكبر يرتكز على حيوان الخلد ، فكانت الخطة ، بساطة + شمولية ،وكان اختيارهم لجزء من نهر فرانكلين على شكل W إذ أن هذا النهر تتكامل فيه وحوله البيئة المقصودة فضلا على أن له قصة بدأت معها تأسيس المنظمة
وهنا أقول : هل هوية الجمعيات والمنظمات الخيرية لدينا واضحة الرسالة والهدف ، ومحققةً لمعادلة ( البساطة + الرسالة ) ،إن أولى الخطوات التي يمكن أن تقوم بها المنظمات لتصحيح مسارها البصري عمل تغذية راجعة لهويتها ، ترى هل يعلم المستفيد مايعني الشعار ، الألوان ؟ هل هي من خلال هويتها قادرة على إيصال الرسالة التي تعمل لأجلها ، وهنا رسالة للجمعيات تلك التي تحت التأسيس أو ترغب بتجديد هويتها أن تضع هذه المعادلة في الاعتبار إذ أن كل عملية تغيير في الهوية البصرية يعني هدم معرفة وارتباط بُني في أذهان المستفيدين في سنوات ،لذا من المهم أن يكون المعنى والرسالة التي في شعارها مستمر معها ومرتبط بوجودها.