الهواء بارد الآن زخات المطر أشاهدها مع نافذتي والضباب يتسلل خلسةً يظن أنني لاأستطيع أن أراه..
في هذه الأثناء أنا مغمضٌ عيني أتخيّل ماذا لو لم نكن ولم يكونوا وكيف هي الحياة خاليه تماماً من زحام مقاعدهم في أفئدتنا وكيف أننا خالين تماماً من كل شيء، ياااه ! كطيورٌ حرّه تهاجر خارج الزمكان تعلو في أفق لامداد له، فارغون من كل شيء، سطورنا لاتنتهي بإستفهامات بل تتزاحم السطور وتزداد صفحات حياتنا جمالاً وتعجّ المكتبات برواياتنا وتلك ! تلك الحديقة التي أشاهدها مع النافذة يملؤها زهر دوار الشمس يحاول أن يتتبع شمساً ولكن الغيوم أسدلت هذه الشمس أقف عند نافذة الحياة مستيقظاً من زحامها متجرداً من كل قطعة قماش أصبغتها الحياة على جسدي متدثراً بقطعة قماش دافئة مربعة الشكل وصدري للعراء فسيحٌ، لحظة ! أنا الآن أستنشق رائحة الزهور يبدو أن جارتي العجوز قطفت اليوم محصولها وعصرته حتى يخرج زيتاً زكياً وتبتاعه في سوق القرية، ولأنني خاوياً تماماً قررت أن أسبح في النهر أريد أن يسقطني بقوة من شلالاته لألتقي بأدغال الغابه فقد قررت أن أهيم في هذه الغابه حتى أصل لقمة الجبل فتقول جارتي العجوز بأن الثلج تساقط على تل الجبل وسوف يكون الجبل مكتض بغزلان الآيل.
مرةٌ أخرى يقاطع خيالي صوت الطائرة المقاتله مقلعةً من مدرجها لتردع أعداء وطني ، كم مرة علي أن أُخبر أختي بأن تتنازل عن شقتها هذه وتنتقل بعيداً عن صخب الطائرات فأنا لا أحب رائحة الحرب.