بعد الحرب العالمية الثانية شكلت معامل بيل Bell labs في أمريكا فريقًا علميًا للبحث في فيزياء أشباه الموصلات وذلك للبحث عن بدائل أفضل للأنابيب الزجاجية المفرغة التي كانت عماد صناعة الكمبيوترات آنذاك.
ترأس وليم شوكلي فريق البحث ولكنه سرعان ما أصيب بإحباط شديد عندما سبقه زميلاه في الفريق جون باردين و وولتر براتين إلى بناء نموذج اختباري للترانزستور دون علمه لكنه وبتنسيق مع إدارة المعامل تمكن من فرض نفسه على أن يظهر معهما في كل الصور الصحفية بصفته رئيسًا لفريق البحث وهو الذي اقترح التعمق في فهم الظاهرة السطحية للتحكم في توصيلية أشباه الموصلات بواسطة تيار كهربائي خارجي ..
قدم الباحثان طلب براءة الاختراع دون ذكر اسمه فجن جنونه .. ثم مالبث أن بنى عضو آخر في الفريق ،جون شايڤ، نموذجًا مختلفًا للترانزستور فزادت غيرة شوكلي التهابًا. بدأ شوكلي في إجراء تجارب سرية وإخفاء المزيد من أبحاثه إلى أن سافر في وقت لاحق إلى شيكاغو لحضور مؤتمر هناك ولكنه بدل أن يحضر المؤتمر حبس نفسه في حجرته وبدأ في وضع تصور لتصميم جديد للترانزستور أكثر أناقة وأكثر سهولة في التصنيع والاعتمادية في الأداء.
بعد سنوات من القطيعة والعداء بين الثلاثة العلماء حصل شوكلي و رفيقيه على جائزة نوبل في الفيزياء لاكتشافهم ظاهرة الترانزستور عام ١٩٥٦. عجيبة هي ديناميكية الابتكار ..فالوصول إلى منجز عظيم قد لايأتي بالضرورة عبر طرق ممهدة في بيئة تحفل بالتعاون البناء بل قد يولد أحيانًا في بيئة شديدة التنافسية والتكتم والغيرة الملتهبة والصراع المرير.