أصبح من المعتاد أن يمر علينا خبر وقوع أحد مشاهير التواصل الاجتماعي في مشكلة ومصيبة وكارثة وأن تُرفع عليهم عشرات الدعاوى والقضايا لأنهم وببساطةٍ شديدة لم يجنوا هذه الشهرة سوى من وراء البلبة والمواضيع المثيرة للجدل، وحينما كُشِف القناع عن بعضهم تبيّنت لنا ضحالتهم الفكرية وأسلوبهم الرخيص في التعامل مع أي خلاف واختلاف لتسقط ورقة التوت عن هؤلاء الذين نعتبرهم أدعياء الإيجابية والترفيه والفن والثقافة والرياضة وشتّى مجالات الحياة ، فهم يُقحمون أنفسهم في كل شيء و أي شيء ولا لشيء فهم لا شيء !
لذلك فهم لا يهتمون بالانتقادات وقد تحوّلت حياتهم إلى مشروعٍ تجاري بحت ، بل وحصلوا على مكانةٍ لا يستحقّونها أبداً وحينما يسقطون بالضربة القاصمة إثر حادثة أو قضية ما ، تظهر لنا وجوهٌ أخرى بأسماء أخرى وألقاب بدائية للغاية تبدو أسوء بكثير من كتابات الجدران في سبعينيات القرن الماضي !
ولأن المراهقين هم أكثر من يتأثر ويتابعهم فهم مادة دسمةٌ لمخرّبي الذائقة العامة بل ويحاول هذا المدّعي أن يبدو بمظهرٍ أصغر من سنّه بمفردات وبملابس مضحكة رغم أنه يعيش الكهولة ، ولا شكّ أن التنافس الوهمي بين بعضهم البعض يزيد من عدد المشاهدات والمتابعات والانتشار الصاروخي في غضون ساعاتٍ معدودة دون أن تكون هناك فائدةٌ مرجوة من صراع عنتر مع شيبوب أو شمشون مع دليلة !
من المؤسف أن نجد أمثال هؤلاء يزاحمون المبدعين والمميزين بل ويفوقونهم اهتماماً في مختلف المناسبات والفعاليات رغم أنهم وباختصارٍ شديد مجرد صفرٌ على اليسار.