انتقل كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس ، فطار معه نصف الفريق في غضون ساعاتٍ معدودة ، هكذا انتشرت الإشاعات ولازالت متناسين أن الاحتراف لا يعترف بالعاطفة في أغلب الأحيان وأن انتقال كريستيانو إلى فريقٍ عريق لدولة كرويةٍ عظمى لا يعد مفاجأةً كبرى ، بل ربما عمّ الخير على طرفي الصفقة بأن استفاد كل طرفٍ منها بالشكل الذي يريد ، الريال الذي يبدو أنه يمضي في حقبة ما بعد زيدان الذي حافظ نوعاً ما على بنية الفريق في زمن كارلو أنشيلوتي ، ها هو يتّجه نحو المواهب الشابة ويسعى لترميم الفريق بصفقات حيوية بسبب تقدّم سن عناصره إلى حدٍ كبير ولضخ دماء جديدة متعطّشة للبطولات بعد أن هيمن الريال في عصر زيدان على كل شيءٍ تقريباً.
كريستيانو الذي يخوض مغامرةً جديدة ومثيرة ، يعلم تماماً أنه حقق كل ما يمكن أن يحققه كلاعب كرة ونصّب نفسه أسطورة زمانه مع ليونيل ميسي إلا أن التجربة الإيطالية تتلائم كثيراً مع سنوات النضج الفني وهو محاط بكوكبةٍ لا يستهان بها من النجوم ليكون أيقونة السيدة العجوز في الموسم القادم .
من العجائب أن نرى بعض الأندية المحلية تسرف في الأحاديث الصحفية والإعلامية ليل نهار وتعد الجماهير بصفقات مميزة وفي النهاية ينتصف الدور الأول قبل أن يكتمل عقد المحترفين الأجانب ، وربما لن يجدوا مدربهم الذي أقيل قبل وصولهم !
فريقٌ آخر يفاوض جميع اللاعبين المتاحين والغير متاحين وفي النهاية يكتفي بصفقات الانتقال الحر دون أن يدخل في مزاداتٍ صاخبة على لاعبٍ وآخر.
بين شفافية ريال مدريد واليوفنتوس من جهة و ضبابية بعض الأندية المحلية نلمح الكثير من عجائب الرياضة وخرائب الأوهام .