المكان الذي نعود إليه بعد انقطاع؛ شاهدٌ على  ذكرى قديمة؛ ويؤكد أن الفاصل الزمني بين زيارةٍ و أخرى يحمل الكثير من التغيير والمستجدات في حياتنا..

في المطار فرصةٌ سانحةٌ للتأمل ورؤية عشرات العابرين ؛ مشهدٌ متكرر لكنه متجدّد من زاويةٍ أخرى؛ فالنفس البشرية يملؤها الفضول لمعرفة كل جديد  المكان مرتبط إلى حدٍّ ما بهذه الشعور الإنساني ؛ فحينما تتجوّل في المطار وتختار  وجبةً سريعةً هرباً من وجبة الطائرة التي تصيبك بالغثيان ؛ فإنك تختار أحد هذه الخيارات :

١ المطاعم المشهورة

٢ المطاعم التي سبق وأن جرّبتها

٣ مطعمٌ جديد غير مألوف

اغلبنا يرجّح الاختيار الثاني ؛ كي لا يقع في الندم لاحقاً !

من تعوّد على السفر سيكون خبيراً بالمطارات ومن يتعوّد على زيارة بلدٍ واحد سنوياً سيكون مدركاً بتفاصيل المكان و سيشد انتباهه أي تجديد وستقوده خطواته إلى ذلك...

لكن المسافر الذي يشعر بالضجر بسبب رحلته الروتينية يفتقد المتعة  بسبب أولوياته الضرورية ؛ فهو لا يشعر بلذّة الأسفار كثيراً ويتضاعف اشتياقه للعودة حتى قبل أن يُقلع ؛ لكنه سرعان ما يعتاد المكان الجديد_القديم ؛ ويشعر بالألفة لمدة قصيرة؛ ثم يكتشف أن رحلته قد انتهت!

وقد تتفاوت المدة بين أسبوع وربما أقل لكنها تتفاوت ايضا في سهولتها وصعوبتها على الانفس..

إن القراءة هي الزاد الحقيقي للتغلب على الضجر وهي التي تطوّر ذاتنا باستمرار وتصحح الأخطاء وتنمّي المعرفة ؛ فالكتاب رفيقٌ مميز في الأسفار..