كالشمسٍ برزت، ثم غابت بلا رجعة.
كالحلم الجميل أتت، ثم ذهبت بلا عودة.
كنت أراها فأحسبها حلمًا من الأحلام، أو طيفًا من عوالم الخيال، أراها أمامي تَلهج بالدعاء إلى ربها كأنما تُخاصم الله فيّ.
فأحسبني أتوهم، أو أغرق في أخيلة الحلم.
وكلما قصدتها ببصري، عَرض لها عارض فأشغلها عني، وكلما قصدتني ببصرها عرض لي عارض يبعدها مني.
فكأنما نحنٌ نقيضان لا نجتمع أبدًا، أو ماء ونار، يُطفأ هذا ذاك، فتنطفأ النار، ويتبخر الماء، فلا نجتمع أبدًا!
تكلمت معي مرة فوجدتني ذاهلًا مريضًا فأعرضت عني بعد أن حسبتني كارهًا لها.
وتكلمت معي مرة أخرى وكنت صحيحًا حاضر الذهن مطمئن البال، فحالت بيني وبينها المقادير!
أما والله لقد حسبتني أعرض عنها.
أما والله لو علمت أنها شغلي الشاغل، وتفكيري الدائب، لم تُعرض، ولم تفهم مما جرى أني أقطع دونها حبال الوصل.
أما والله لو علمت أني أريدها أن تكون لي، فنحيا معًا مجتمعين تحت سقف واحد إلى أن يَرث الله أروحنا، لم تختر إنسانًا سواي!، ولم تغب عن ناظري أبدًا.
يا خيالًا جميلًا عزيزٌ علي أن أفارقه:
أنا لك، وأنت لي، قدر من الله محتوم، فإياك والغياب.