Image title

تخيل .. فإن لم تكن تستطيع أن تتخيل .. فلا تكمل ..  إن أولئك الذين لا يتخيلون لا يعيشون أبداً .. لا يملكون أجنحة يطيرون بها كما يقول محمد علي .. إنه أهم من المعرفة كما يقول آينشتاين .. إن الواقع يأخذك من النقطة (أ) إلى النقطة (ي)، بينما الخيال يأخذك إلى كل مكان .. إن الخيال وحده هو ما يستطيع أن يجعلك أن تجاوب على سؤال بحجم : (ماذا لو) ؟


والآن أخبرني .. هل فكرت يوماً ماذا سيحصل لو ظلوا قبائل متناحرة؟ قبائل لا تتكلم إلا بالدم، لا ترفع سوى الحراب، لا تعرف سوى الحرب .. كيف كان سيجري التاريخ بعدهم وحولهم؟ .. تخيل .. ماذا لو؟


Image title


اليوم في مِصر، تم إفتتاح قناة السويس الجديدة، قبل أيام في اليمن، تم تحرير قاعدة العند، قبل أسابيع أوُقِفَت جماعات إرهابية في الإمارات .. بإمكاني أن أسرد هنا تاريخ طويل .. قبل لحظات .. قبل قليل .. قبل أيام .. قبل أسابيع .. قبل شهور .. قبل سنوات .. قبل عقود .. هنا أو هناك، في مصر فلسطين اليمن نيبال باكستان العراق المغرب البحرين وكل وطن عربيوغير عربي وكل بقعة يحلو لك أن تسميها وحيث ما وطأت للإنسانية قدم .. سمِ ما شئت .. بإمكاني أن أُعدد لك تاريخاً بأي صيغة تريد، يوماً، شهراً، سنةً، دهراً .. ولكن أياً من هذا لن يجيب على سؤالي: ماذا لو؟ ..


للإجابة عليه عليك أن تعود لـ قبل أكثر من 40 سنة لتسأل نفسك، ماذا لو ظلوا قبائل متناحرة في الإمارات؟ ماذا لو لم يستجيبوا لدعوة (زايد) ؟ تلك الدعوة التي بناها أولاً (خيال) .. خيال رجل من الصحراء بأن يغيرها .. تخيلها كما أراد، وعاش خياله، تخيلها أرض خضراء حين إتفق الجميع على لونها .. وتخيل مبانيها وشوارعها حين لم يكن يتخيل أحد .. فأولئك الذين لا يتخيلون لا يعيشون .. والخيال جعله يحتل التقويم .. بأيامه وأسابيعه .. بشهوره وعقوده .. فماذا لو ظلت القبائل فالإمارات متفرقة؟ من كان سيهب لنجدة مصر واليمن والبحرين ومن كان سيمد قوافل الخير في كل مكان؟ ماذا لو لم تكن الإمارات موجودة؟ كيف كانت ستبدو خريطتنا العربية؟ مجزأةً أكثر مما هي؟ إلى كم قطعة ستُقسم؟ وكم فصيل سيخرج لنا ليتناحر وينحر .. يكذب وينهب .. يقتل ويهرب ويضرب ويخرب .. كيف كانت ستبدو يمننا؟ وكيف كانت ستبدو مِصرّنا؟ وكيف كان سيبدو وطننا؟ وبأي مقياس رسمٍ سنرسم خرائطنا لنستطيع أن نرى تلك الدويلات والدول؟ وكم حد عربي كنا سنرسم بين أوطاننا أكثر من الحدود الموجودة؟


بطريقةٍ أو بأُخرى .. يجب أن يمتن العالم ويحمد الله على وجود الإمارات .. ويفكر جيداً: ماذا كان سيحصل لو لم يقبلوا دعوة رجل الصحراء ويبقوا قبائل متناحرة فيما بينهم؟ الحمدلله على نعمة الإمارات .. علينا أن ننظر كل يوم ونتخيل ونسأل.. لنبقى دائماً في إمتنان لله سبحانه أنه وهبنا هذه النعمة ومنحنا هذه الفرصة .. والأهم أن نبقى نتذكر دائماً السؤال الأهم ونطلق الخيال لـ أنفسنا ونتخيل : ماذا لو؟



*


وختاماً .. يجب أن لا ننسى أن لو (من عمل الشياطين) .. والإمارات أفسدت عمل كل شيطان !

تحياتي