قراءة سريعة في العدد 171-172 من مجلة أبقار وأغنام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
قراءة وعرض/
محمود سلامه الهايشه Mahmoud Salama El-Haysha
كاتب وباحث مصري
عطفاً على ما نشر بمجلتنا الغراء "أبقار وأغنام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، العدد 171-172، السنة 24، وهي مجلة علمية زراعية تصدر عن دار النشر الزراعي الغذائي للشرق الأوسط – بيروت – لبنان، رئيس مجلس الإدارة والمدير المسئول المهندس/ غسان صايغ، الذي كتب في افتتاحية هذا العدد تحت عنوان "أين هم؟ و أين نحن؟"، هم "الغرب المتقدم" حيث يغوصون في أعماق الألفية الثالثة علماً وثقافة، ونحن "العرب المتأخر" نفتخر فقط بالرجوع للقرون الوسطى .. يحدثنا على إحدى قصص متابعة بريطانيا لمرض جنون البقر وتأثيره المتراكم على صحة الإنسان الإنجليزي.
وفي باب المنبر الحر، وتحت عنوان "الطب .. والطب البيطري المقارن" (ص4-5) كتب الدكتور/ عبدالحفيظ بوناب – مراسل مجلة "أبقار وأغنام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" في الجزائر، متحدثا عن علم مقارنة الأديان وكيف لهذا العلم وأساسه أن تكون انطلاقه جديدة لتأسيس نواة علم جديد ألا وهو علم مقارنة العلوم الطبية البيطرية بالبشرية، سواء من حيث الأسس العلمية، كمقارنة أمراض الباطنة البيطرية بالبشرية أو الأمراض الجلدية البيطرية بالبشرية... وهكذا، أو مقارنة مهارات وإمكانيات وخصائص شخصية من يمتهن الطب البيطري بزميله في التخصص المماثل في الطب البشري، وجاء هذا المقترح من كاتباً الدكتور عبدالحفيظ بسبب احتكاكه بالأطباء البيطريين سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، فقد اجمعوا على أنه لا مجال للكتابة ولا يمكن لأحدهم أن يأتي بالجديد، زاعمين أن كل المواضيع قد تم تناولها، وبإسهاب، ولم يعد بالإمكان إبداع أكثر مما هو موجود، بل أصبح الأمر مجرد اجترار، ويرى الدكتور بوناب أن هناك العديد من المواضيع مازالت عذراء ولم تتناول بالبحث، أو لم تلقى حظها من الإثراء والكتابة والتأليف.
أما الدكتور/ محمد يونس حرب – أخصائي تغذية المجترات – قسم الإنتاج الحيواني – كلية الزراعة – الجامعة الأردنية، كتب باب تغذية ص6-11 مقالا بعنوان "خصائص الأعلاف الممكن استعملها محلياً"، تناول فيه الملامح الرئيسية لأربع أنواع من الحبوب المحلية (الذرة الصفراء، الشعير، الذرة البيضاء، القمح) والتي تستخدم كأعلاف من جهة تركيبها أو ملامحها الرئيسية وميزاتها وقيمتها الغذائية ونواقصها والمثبطات التي قد تتواجد بها وذلك لاستعمال هذه الأعلاف تحت ظروف إنتاجية كفاءة. بالطبع لن نقوم بإعادة نقل المقال بالكامل، ولكن نأخذ منه مقطفات اعجبتنا، وعلى القراء الأعزاء أما الرجوع للمقال الأصلى بالمجلة أو الإطلاع بالبحث عن الموضوعات المشابهه من خلال جوجل، معدلات إضافة ووضع تلك الحبوب في الخلطات العلفية، 60-70% ذرة صفراء، بالنسبة للدواجن يفضل عمل خلطات تحتوي على 15-30% ذرة صفراء و على 30-40% ذرة بيضاء. يجب أن تزداد نسبة القمح في الخلطة عن 50% بسبب مشكلة الحموضة ويجب استعمال بيكربونات الصوديوم في مثل هذه الحالات، وكما تضاف البيكروبونات عندما يشكل الشعير 30% فأكثر من الخلطة بالنسبة للدواجن.
كما أعد الدكتور/ مينا لطيف مقالا مهماً بعنوان "نقص الكالسيوم Hypocalcemia العدو الخفي لمزارع الألبان" (ص12-15) وقد خلص فيها إلى أن نقص الكالسيوم دون السريري Sub-clinical يزيد من خطر الإصابة بأمراض خلل الأيض Metabolic disorders الذي بدوره يزيد من عمليات استبعاد الأبقار في أول 60 يوماً بعد الولادة كنتيجة مباشرة أو غير مباشرة لهذا الأمراض الأيضية. يؤدي إلى أضرار اقتصادية بالغة غير أن التباين بين المزارع مرتفع. الإدارة الصحيحة للانتقال من الحمل إلى موسم الحليب هو عامل النجاح الرئيسي للربحية.
جاء باب استطلاع (ص16-18) بعرض الاستطلاع العالمي حول السموم الفطرية الذي أجرته مؤخرا شركة BIOMIN في العام 2017 يُظهر المخاطر المتعلقة بأبقار الحليب في منطقة الشرق الأوسط، من إعداد Timothy Jenkins (إستراليا)، خلص الاستطلاع إلى أن نسبة العينات المرتفعة التي تحتوي على أكثر من سم فطري واحد (74% في عينات الشرق الأوسط) تشير إلى خطر وجود سموم فطرية متعددة في نوع العلف الواحد. وقد أثبت كل من الزيرالينون والفيومينيزين تفاعلهما مع الديوكسينيفالينول DON؟، ما يؤدي إلى زيادة تأثير كل سم فطري في الحيوان العائل. هذه السموم الفطرية الثلاثة تنمو بشكل شائع معاً على الحبوب والذرة (الفيومينيزين ينمو أكثر على الذرة) وهي ناتجة عن أجناس فيوزاريوم تلف رأس الحبوب وتعفن حبات الذرة.
وقد تناول أ.د. صفوت كمال – أستاذ الميكروبيولوجي بمعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية – مركز البحوث الزراعية – مصر، مرض التهاب الضرع في الماشية Mastitis (ص20-25)، يعد التهاب الضرع من أهم المشاكل المرضية والاقتصادية في مزارع الماشية، وقد تناول المقال أسبابه والتكاليف الباهظة لعلاجه، تأثير العوامل البيئية والإدارة المزرعية على الإصابة بالتهاب الضرع، تطور الإصابة بالتهاب الضرع، التشخيص والوقاية الدورية، طرق تشخيص التهاب الضرع، وأخيراً العلاج.
بدأ باب "تغذية الحيوان" بمقال عن بعض الاعتبارات الواجب مراعاتها عند البدء في مشروع تسمين الحيوانات (بقري – جاموسي) من إعداد أ.د. أسامة عزمي الزلاقي – مدير محطة سرو ثان – معهد بحوث الإنتاج الحيواني-مصر (ص32-38)، يحتوي المقال على 7 جداول، وانتهت بملحوظة يقول فيها: "نلاحظ أن الجاموس عامة أكفأ من الأبقار في الاستفادة من الأعلاف الخشنة وترجع هذا الكفاءة في هضم الألياف إلى ارتفاع عدد البروتوزوا والبكتيريا المحللة للسليلوز بالكرش، كما أن حركة الكرش بطيئة نسبيا في الجاموس وبذلك يظل الغذاء في الكرش فترة أطول وبذلك يكون عرضة للأحياء الدقيقة وهذا يتيح إدخال كميات كبيرة من مخلفات المحاصيل وغيرها المرتفعة في نسبة الألياف في علائق تسمين الجاموس مقارنة بالأبقار".
أما المقال الثاني في التغذية من إعداد المهندس/ أحمد عبد الله خريسات – خبير الإنتاج الحيواني من الأردن، بعنوان "إرشادات زراعية شهرية لتربية الأبقار" (ص40-42)، وهو عبارة عن أجندة التقويم السنوي من شهر يناير وحتى ديسمبر فيما يخص الرعاية الغذائية للأبقار، وما سوف نذكره في هذه القراءة السريعة بعض الأرقام الواردة بتلك الأجندة، فالأرقام دائما لا تنسى، في شهر يناير/كانون الثاني: تغذية العجول حديثة الولادة على حليب (اللبأ/السرسوب) لمدة 2-3 أيام، في شهر فبراير: تغذية العجول الرضيعة على الحليب الكامل لمدة 1.5-3 شهور (45-90 يوم) مع تقديم خلطة عالية في نسبة البروتين للمساعدة على تطور الكرش. في شهر أغسطس/آب: تجفيف الأبقار الحوامل قبل الولادة بشهرين (60 يوم) للإعداد لموسم الحليب التالي، أما في نهاية العام بشهر ديسمبر/كانون الأول: البدء في عملية تليقح الأبقار خلال هذا الشهر ودورة الشبق كل 18-21 يوم.
يقول الدكتور/ محمد حسن بكر – مدرس تغذية الحيوان والمشرف العلمي لمزارع الماشية بكلية الزراعة جامعة القاهرة، في مقدمة مقاله "الاستفادة من كسب نواة نخيل الزيت في تغذية الحيوان Utilization of Palm Kernel Cake in Animal Nutrition"، ص44-48: "من وجهة نظري، إن العوامل التي يجب أن نعتمد عليها لأخذ قرار استخدام أية مادة علف جديدة هي البُعد الاقتصادي (زيادة الربح أو ثباته على الأقل) والإنتاجي (زيادة الإنتاج أو الأقل الحصول على نفس الإنتاج) والصحي للحيوان (عدم الإضرار بصحة الحيوان على المدى القصير أو البعيد) على أن تكون المادة متوفرة خلال العام".