كأن الزمان قرر ان يلعب ما هو بارع فيه ، الدوران .

فاشرف على عينيّ الطفلة النقية في جَلبة المشاعر

مشاعر لم يتم حشوها في مكانها .. مشاعر مبعثرة لم تجد اطارها او توظيفها .

أشك في عدل الأقدار و لم أشك للحظة في صدق ذلك الشعور ، فالشعور لا يستأذن أحد ، وإلا أَحَبّ الجميع زوجَه -من الجنسين- واخلص له و نذر حياته لاطفاله .

الكلمات المكتوبة على السطور مرتبة ، مزودة بالحركات ، أنيقة لا تسابقها الأنفاس و لا يشوش علينا صفو الإنصات لها لمعة الاعين و رجفة الجفون و الاستطرادات الغير مبررة . كل ذلك كان حاضرًا بجلاء في حديثنا. كان يمكن لمس شيء يجول في هواء الغرفة

فجرا ، في لحظة صفاء نادرة ، و التقاء روحين لا تشبهان بعضهما الا في تكونهما في رحم واحد .

شككت-امام ثبات هذا الحب-في حبي .

بل ردّدت أكثر من مرة و تزاحم صوتي مع صوتها داخل رأسي متسائلة و مُقاطعةً بذلك إياها ، هل يمكن أن اُحب يوما بهذا الصدق؟ هل يسمى ما خضته حبا ؟ أو مجرد استراق مراهقة النظر في عالم الكبار ؟

أمام محادثة صادقة كهذه شككت في ما أسميه حبا ، ما أسميه نزاهة و وفاءً.

فخوض مشاعر الحب إما أن تكون مشاعر جارفة أو لا تكون أي شيء على الإطلاق !

غير أن ما ترويه المشاعر ليس كل شيء ، فالقدر له ما يقول بعد كل شيء .

شيءٌ واحد لا تخبرنا به الصديقات ، و لا الام لابنة مُطلقة ..

إن ما خضت من مشاعر و ألم لم يكن شيئا فارغا ، فالالم ، هذا الألم كان مأوىً من الآلام ..، كالوحدة في الكهف ليست شيئا عند فضاء الكون بوُحوشه .

يبدو أنه و في الأخير ، القدر يتيح لك الفرصة في اختيار الآلام التي تعيشها ، آلام تتجه لها بملء الارادة اتقاءً لآلام اشد و أمرّ.

(١٢/٧/٢٠١٨)