منذ مجيئكم ومشاكل الشعب تتفاقم,الطوابير اصبحت احد اهم معالم البلد,منكم من اعتكف عن الحضور لئلا يفقد الجاه والسلطان والمال,ترك الباب مواربا ليدخل متى شاء,منكم من قفز من المركب بعيد انطلاقه بعد ان تأكد بان لا مجال للمضي قدما للإبحار به,وأخيرا قفز احد الربابنة (او هكذا يعتبر نفسه)بعد ان تحصل على اغلب ما كان يتمناه,لا باس فالقفز وان جاء متأخرا انما هو لتبييض الوجه امام الخاص والعام,والحديث عن ان العاصمة تحكمها الميليشيات ليس بالجديد ويعرفه القاصي والداني,ونعلم جيدا ان المجلس الرئاسي يسيّره مجموعة منه ويصدرون ما يشاءون من القرارات,اما المتخلفون من اعضائه فإنهم في احسن الاحوال يبادرون الى استنكار ذلك والناي بأنفسهم.
المجلس الرئاسي رهينة للميليشيات ويتعايش معها وفق المصالح المشتركة,اسبغ عليها صفة الشرعية بضمها الى وزارة الداخلية,ضمنت له البقاء وأمنت له تحركاته وزواره الذين اوجدوه ليكون نقطة الانطلاقة نحو هدر اموال الشعب وإفقار الشعب الى الدرجة التي اصبح فيها غير قادر على اقتناء ابسط الأشياء الضرورية للعيش.
الملفت للنظر ان بعض اعضاء مجلس الدولة في الاونة الاخيرة,اخذوا يتحينون الفرص للإدلاء بآرائهم حول عجز المجلس الرئاسي عن القيام بأية اعمال تخدم المواطن في كافة المجالات الخدمية والأمنية,لا نعلم ان هي استفاقة متأخرة,ام انه شعور بمدى ما ارتكبوه من تلميع للمجلس الرئاسي ومجاراته في تصرفاته الصبيانية غير المسئولة,ايا يكن الامر فان ذلك يعتبر مسمارا يدق في نعش الرئاسي الذي صنعه الغرب في معامله المخبرية(الشبيهة بمعامل انتاج فيروس الايدز-بل نحسبه اشد خطورة وأكثر فتكا),لم يهيئ لنفسه الاجواء للتكيف,فصار بلا حضانة, ترى متى يسقط الغرب عنه الحصانة؟ ام ان للشعب رأي في ذلك؟.
الوقفات الاحتجاجية او التظاهر او حرق الاطارات قد يمكنها دفع السلطات الى تحسين بعض الامور مثل انقطاع التيار الكهربائي او النقص في الوقود ولو لفترة لأجل امتصاص غضب الشارع,فيعود المتظاهرون ادراجهم,ولكن الوضع المأساوي في البلاد اكبر من ان تحتويه معالجات مسكنة من قبل اناس لا يفقهون شيئا في حل الازمات,بل ساهموا عن سبق اصرار وترصد في ايصال البلد الى هذا الوضع المتردي.
البلد في امس الحاجة الى تظاهرات سلمية,عصيان مدني,يطبقه كافة افراد الشعب,لقد اصبحت المسالة حياة او موت,المجلس الرئاسي عفى عليه الزمن,وأصبح يشكل ازمة في حد ذاته,ولا بد من اجباره على الرحيل,فالانتظار الى اجراء الانتخابات التي اصبح مشكوك في حدوثها يعتبر اهدار للوقت وإعطائه الفرص التي تمكنه من تدمير ما تبقّى.التعويل على الانتخابات بأنها ستكون مفصلية ليست دقيقة تماما,فالمتصدرون المشهد لم ننتخبهم,والمال السياسي سيعيدهم الى اماكنهم,وسيجلبون اخرون معهم ان لم يكن هناك تحرك شعبي عارم يجبر هؤلاء على الهروب وعدم التفكير في اعادة الترشح.
ارحموا الشعب واتركوا الكراسي,عبارة يدرك مطلقوها انها لن تجد اذانا صاغية من قبل اناس استلذوا الكراسي وأخذتهم العزة بالسلطان,المجلس الرئاسي بوضعه الحالي لا يمثل كافة المناطق بليبيا وبالأخص شرق الوطن,أي انه خارج الاجماع الوطني ويعتبر الى حد ما جهويا.
ربما النداء الاخير,حتما التحرك الشعبي سيجبر هؤلاء على الرحيل.