شراكة فريدة بين الطالب العدّاء  فيل نايت خريج ستانفورد لإدارة الأعمال ومدربه بيل باورمان نشأ عنها عملاق الأحذية الرياضية نايكي .. بدأ نايت تجارته في مجال الأحذية الرياضية من فكرة مشروع قدمه خلال دراسة الماجستير فأصبح مسيطرًا على تفكيره، فما لبث بعد تخرجه وجولته حول العالم ثم زيارته لليابان إلا أن أسس بمساعدة مالية من أبيه ومن مدربه بيل باورمان "بلو ريبون" لتوريد أحذية الركض اليابانية "تايقر". 

بينما كان فيل مشغولاً ببيع الأحذية التي يستوردها من اليابان، كان باورمان يصمم قواعد للأحذية ويبتكر  لها تركيبات من المطاط والبولي يوريثين، يخلطها ويشكلها ثم ينضجها في أجهزة خبز الوافل المنزلية ويجربها على الطلبة العدائين وغيرهم من الرياضيين الذين جن جنونهم بها. كون فيل فريق صغير من المحاسبين والمحامين منهم الرياضي والمقعد و مفرط السمنة جمعهم حب المغامرة والانتصار والابتكار. عرف عن فيل وشركائه نهمهم بالقراءة والتهام الكتب عند تحضيرهم لأي مهمة أو رحلة إلى بلد جديد.   

صنع فيل الأحذية الرياضية التي كان يبتكرها المدرب باورمان عند الشركة اليابانية الموردة "تايقر"، ولكن بعد توقفها المفاجئ عن توريد الأحذية لبلو ريبون، توجه لتصنيع أحذيته الخاصة ذاتياً وأسس علامته التجارية الأشهر نايكي. صرف فيل نايت دخل الشركة المتنامي على التوسع والبحث والتطوير. نافست نايكي وتجاوزت العمالقة أديداس وبوما بابتكاراتها المتلاحقة والتي من أشهرها قواعد الأحذية الهوائية air التي نتجت من تعاون فيل نايت مع مهندس فضاء عرض عليه تلك الفكرة العبقرية. 

مذكرات فيل نايت ليست مجرد قصة رائد أعمال وشركته الوليدة وتطورها بل تتجاوز ذلك لتؤرخ لمجال نشأة وتطور ريادة الأعمال في أمريكا خلال الستينيات، وتردد القطاع البنكي في دعم الشركات الناشئة وماقابله من جرأة اليابانيين الساعين لإثبات وجودهم عالميًا في دعم التجارة والاستثمار والتطور الصناعي فيها وغيرها من دول شرق آسيا. فاليابانيون هم من ساعد بلوريبون ثم نايكي على مواصلة النمو بضخ استثمارات متتالية بها وإنقاذها من شفير  الإفلاس والإقفال بسداد ديونها بعد أن كاد مكتب التحقيق الفدرالي الحجر عليها إثر انكشاف حسابها لمرة واحدة وإبلاغ البنك عنها دون تردد رغم مبيعاتها المتزايدة وتوسعها وشغف مشاهير الرياضيين بمنتجاتها. مذكرات تلقي مذكرات فيل نايت الضوء أيضًا على التطور الصناعي في كوريا وهونق كونق والصين وڤيتنام والمكسيك والتي لجأت إليها نايكي لتصنيع أحذيتها وتطوير بيئة العمل الصناعي فيها وذلك إثر صعوبة استمرار التصنيع في اليابان.

بعد أكثر من عشرين عامًا من العمل الشاق، دخلت نايكي سوق الأسهم وأصبح فيل نايت وشركائه من أصحاب المليارات. أظهر فيل نايت تقديره لوالديه وشركائه المؤسسين وداعميه اليابانيين بأن أسمى شوارع و مباني الشركة بأسمائهم وبنى حديقة يابانية وسط مقر نايكي الرئيسي في بيڤيرتون بولاية أوريقون، كما سمى كلية إدارة أعمال باسم والده وملعبًا بإسم والدته ووالدة زوجته نقشت على مدخله عبارة "الأمهات هم أوائل المدربين".