كتبتها في ربيع الآخر ١٤٣٦هـ

دائما هناك أجزاء من القصة لا تكملها إلا سنين قادمة ..

كانت وزوجها ( بكر ) يحلمان بطفل صغير يملأ حياتهم

مرت السنتان والأربع والعشر

ولم تتحقق الأمنية

تحققت أمنيات أخرى أجمل ربما ..

وتمر السنون ولم تتحقق أمنيتها في أن تسمع كلمة " ماما "

نجحت في عملها كمعلمة في مدارس البنات

ثم بدأت تدّرس في الجامعة

ثم بدأت تكمل دراستها العليا

مرت ٢٣ سنة من الزواج والحياة الطيبة مع زوجها..

ثم كانت إضافة جميلة لحياتها وهي أن حماتها جاءت للعيش عندها .. أكرمتها و ساندتها ورعتها

في كبرها رعاية البنت لأمها

ملأ وجود حماتها حياتها بالأنس

مرت خمس سنين على انضمام حماتها لبيتهم الدافئ .. ثم كان ذلك اليوم الحزين

توفيت بين يديها حماتها

بكت وتألمت عليها وافتقدتها


بعد ثلاثة أشهر فقط

مرض زوجها فجأة ..

امتلأت بالقلق عليه

كان التشخيص سرطان منتشر في القولون

أيام معدودة

وكانت الصدمة الثانية

توفي (بكر)

توفي الصديق والرفيق توفي السند توفيت الأحلام

فارقها ( بكر ) بعد ٢٨ سنة من الزواج

عاشت معه حلوها ومرها

وهاهو يرحل لتكمل هي رحلة الحياة بعده وحيدة لا تدري ما تخبئ لها الحياة

جاءت للعزاء زوجة أخيها الصغير .. كانت حامل بطفلها الأول وفي شهرها الأخير

حضرت اليوم الأول من العزاء .. والثاني .. وكانت متعبة فلم تحضر اليوم الثالث

بعد أيام ولدت طفلا وديعا سموه ( أزهر )

انتهت أيام العزاء.. اتصل بها أخوها وأخبرها عن أمنية كان يتمناها عندما يرزقه الله طفله الأول وهي أن يحمل الطفل ويضعه في حجر ( بكر ) زوج أخته ويقول لها وله أن هذا الطفل هبة لكما تذوقان به طعم الأمومة والأبوة ويعيش عمره معكما في بيتكما ويتربى بأيديكما الطيبة ..

أكمل لها أخوها أنه حزين أن الله قد اختار زوجها قبل أن تتحقق الأمنية لكنه الآن يريد تحقيقها وهو يضع ( أزهر ) بين يديها ويرجوها أن تقبل هذا العرض ..

وأنه يتمنى أن تربيه هي لتعلمه الأخلاق وتربيه معها على القرآن ..

لم تقبل الفكرة واعتذرت من أخيها

اتصلت بزوجته لتطمئنها أنها لن تأخذ منها طفلها .. فردت عليها زوجته بأنها هي أيضا توافق زوجها و تهبُ ( أزهر ) لها لو تقبل به .

مرّ الشهر والشهران والثلاثة

وكان الحزن ينكمش ببطئ بالغ من قلبها الحزين

وهي تقلب نظراتها في بيتها وتراه باهتًا ساكنًا جامدًا

حاولت بعد انتهاء عدتها أن تنغمس من جديد في عملها

حتى جاء شهر ربيع الأول وكان موعد زواج أبناء أختها .. بعد الفرح بيومين حصل ما لم يكن في الحسبان

خرج أخوها وزوجته لمشوار ..

ارتطمت السيارة وانقلبت

مات الأخ .. ماتت زوجته

عاش ( أزهر )

أجمعت العائلة أن ( أزهر ) سيعيش عندها

اليوم تحديدا يكمل ( أزهر ) أسبوعين معها وبدأ يناديها ( ماما )

سخره الله لها

وسخرها له

لم يكمل زوجها في قبره العام الواحد حتى رزقها الله ( أزهر )

يا ربّ اجعل حياتها مزهرة بـ ( أزهر )

*قصة معلمتي وزميلتي في العمل أ.حواء هوساوي