تبضع واشترى وأتى يريد طابور الحساب وعلى غير شعور منه أراد أن يرجع للوراء، فاصطدم برجل مغرور يرى الدنيا كلها هو ولا يرى لأحد فيها فضل، فقال له هذا الرجل المغرور بعجرفة وتعال: ألم ترني؟، فأجاب: خلق الله لي عيان في وجهي، ولم يخلق لي عينان في قفا رأسي، فكيف يمكن أن أراك؟!، وكالشيطان إذا سمع النداء فقد أدبر هذا الرجل المغرور وله ضراط ....
قلت "لعقلة الأصبع" كما يصفه بذلك أكثر الناس وقد كنت معه: لقد قسوت على الرجل.
قال: دعك منه، فأمثال هؤلاء يا صديقي، لا يرون الناس أمامهم إلا كالذر، يسيرون عليه ويطأونه بأقدامهم ولا يبالون، وهم من أشد الناس جبنًا، ألم تر هذا المعتوة انصرف ولم يتفوه بكلمة كأن الأرض قد ابتلعته، والسموات قد اختطفته، هكذا هؤلاء يا صديقي هم أدعياء متعالون جبناء..