هل لابد من موت الأبوين لانتهاء عنوسة البنات؟!
"مشكلة العنوسة في قصة بنت أكابر"
بقلم
محمود سلامه الهايشه
كاتب وباحث مصري
في صفحتي 101-102 من المجلة العربية، العدد 471، ربيع الآخر 1437هـ-يناير 2016م، كتبت من مصر "نوال مهني" قصة "بنت أكابر"، والتي تتعرض فيها لقضية العنوسة كإشكالية اجتماعية انتشرت في المجتمعات العربية وتحولت لظاهرة كبرى، وفي تلك القصة كان سبب عنوسة البنات تعنت الأبوين والتعالي والتفاخر بالحسب والنسب والعادات والتقاليد، وأنه لا يجوز تزويج الصغرى قبل الكبرى، كانت "نبيلة" بطلة القصة هي البنت الكبرى تحمل لقبين، لقب عانس، ولقب بنت الأكابر، لم يشعر الوالدين بالخطأ إلا لما آفاقا بالعناية المركزة بعد أن تعرض الأب لأزمة قلبية والأم لارتفاع ضغط الدم، ماتت الأم ثم لحق بها الأب فترة قصيرة. وبمجرد أن توفيا تزوجت الصغرى وأنجبت، وبعدها تزوجت "نبيلة" من ابن عمتها "شهير" الذي عادا من أوربا بابنه "عادل" بعد أن توفيت زوجته "أم عادل"، صحيح بلغت سن الأربعين، ولكنها كما قالت عمتها لم تبلغ سن اليأس!!
تحت عنوان "عوانس..بالماجستير والدكتوراه!" كتب "ياسر سعيد"، بعدد 28 مارس 2009 من جريدة "أخبار اليوم" القاهرية: نصف العوانس بمصر حملة ماجستير ودكتوراه!!، 9 ملايين شخص بلغوا سن الـ 33 عاماً ولم يتسن لهم الزواج منهن 4 ملايين فتاة، هذا ما جاء في تقرير الجهاز المركز للتعبئة والإحصاء لعام 2007، الطريف في التقرير أن أغلب العوانس حاصلات على ماجستير ودكتوراه بنسبة 55%.
قرار الزواج الإجباري في اريتريا أو السجن المؤبد للزوج أو الزوجة إلي ترفض تعدد الزوجات:
تداول مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك في الآونة الأخيرة، فيديو التقرير المصور عن قرار الحكومة الإريترية، إجبار الرجال على تعدد الزوجات، على أن تتكفل الدولة بمصاريف الزواج والسكن، وبعدما جاء قرار الحكومة من خلال فتوى رسمية لوزارة الشئون الدينية والأوقاف نصت على ضرورة زواج الرجل من زوجتين على الأقل، حتى لا يتعرض لعقوبة السجن مدى الحياة في حال اكتفائه بزوجة واحدة.. وذلك بعدما نصت الفتوى على أن أي زوجة تعترض على قيام زوجها بالزواج من سيدة أخرى سيتم عقابها بالسجن مدى الحياة..!
وقد كتب الأستاذ/ حامد أبوعمرة (من فلسطين) على صفحة مجلة الإبداع العربي بالفيسبوك: "أعتقد لو طبقنا ذاك القرار في مجتمعنا ، لارتضت الزوجة خيار السجن مدى الحياة على ألا يتزوج زوجها بأخرى ولسان حالهن عندئذ هو أنهن لسن بأفضل من "نيلسون مانديلا" الذي مكث بالسجون أكثر من 27 عاما ..المشكلة أن مثل تلك القرارات قد تكون سببا عما قريب ، في إثارة هجرة شبابنا إلى أرتيريا ..مما سيزيد بظاهرة العنوسة أكثر وأكثر في بلادنا ..كم تمنيت أن.. ما يُزرع في أرتيريا ينبت في بلادنا لكن هيهات ..هيهات ..! فالتربة في بلادنا ترفض الإنجاب ..طالما هناك انقساما سياسيا بغيضا .. ولكن السؤال هل يتدارك خطورة الأمر من هم المسئولون عن سبب تعطيل زواج الشباب ، وتكدس العنوسة والبطالة والانسلاخ ..؟!!".
فمن خلال هذا التقرير الإخباري قد أدركت معلومة لم أكن أعرفها من قبل، ألا وهي أن الديانة اليهودية لا تُحرم تعدد الزوجات، مما داع العديد من رجال الدين اليهودي داخل إسرائيل بالتشجيع على تعدد الزوجات لزيادة عدد السُكان بكثرة الزيجات وبالتالي الإنجاب بكثرة لعمل خلل ديموغرافي على الأرض بينهم وبين الفلسطينيين!!.