فلسطين بين الخنوع العربي والامم الصهيونية
رحيم الخالدي .
لم يمر على المنطقة العربية يوماً كما يحدث حالياً، من الخنوع والخضوع والسكوت المطبق، ترافقه آلة القتل والترويع للشعب الفلسطيني...
هذا الأمر يدعوا للحيرة، ونحتاج لتفسير عميق مقارنة بالوضع للقرن المنصرم، حين كانت نفس الدول تدفع أموالاً لإستدامة الدفاع عن القضية الفلسطينية، ونيل حق العيش الكريم لدولة مستقلة لكن، فما الذي تغير!
أكثر ما يدهشنا إصطفاف الأعراب مع المحتل، ضد أخوتهم الفلسطينيين في هذه المرحلة الحرجة، خاصة ونحن في وقت تقرير المصير، حين تعود بنا الأحداث لسبعينات القرن الماضي، وفي كل المؤتمرات التي إنعقدت، حيث التصريحات الرنانة عن تأييد حق الشعب الفلسطيني وتقرير المصير، والإلتزام بمساعدتهم من أموال، في مواقف إتضح من خلال المسار أنها كلها كذب محض!
تضرر الشعب العراقي من الإنتحاريين العرب، وكانت حصة الفلسطينيين منهم كبيرة، لكن الأكثر كانوا من مهلكة بني تعوس، أيام الإحتلال الأمريكي، وخاصة بعد أن سعي العراق لتأسيس حكومة بعيدة عن الكراهية، وتهديد دول الجوار بعد تجربة البعث الشوفيني، الذي أدخلنا بحروب أنهكت المواطن والميزانية، وترك مديونيات بالكاد تخلص منها العراق، بعد جهد كبير من سياسيين، ساهموا بتخفيض مبالغ كبيرة في مؤتمر باريس.
لم يقف مع الشعب الفلسطيني أيّ من الدول العربية، سوى محور المقاومة، تتصدرهم إيران والعراق واليمن وسوريا، وحائط الصد الأول هو حزب الله وزعيمهُ الشهيد السيّد الراحل، وهنالك من ساند اعلامياً..
أمّا التي يقع على عاتقها قومياً، فقد آثرت الوقوف بجانب العدو بأوامر أمريكية، لقاء بقائهم على الكراسي الزائلة، التي ستنزلهم منها شعوبهم المتحررة يوماً ما، وهذا ليس ببعيد .
بأوامر امريكية تم مهاجمة لبنان، كما فعلوا بالأمس مع غزة، وأُبيدتْ مجمعات سكنية كثيرة وتحولت لرُكام بسكانها، ولعدم السماح للأحياء بإنقاذ من تحت الركام، فقد دفنوا أحياء مع صَمتْ أممي مطبق، وهنا يثبت أن الامم المتحدة تدار صهيونيا، وتستحق لقب هيئة الأمم الصهيونية..
هي تسمح للكيان المحتل بإستيراد كل شيء، مضاف اليه السلاح الامريكي الفتاك، وتقف متفرجة وتمنع عن الفلسطينيين من إستلام المساعدات..وبالخصوص الأمور الطبية والغذائية، وهذا لا يقبلهُ منطق إنسانياً وقانونياً وعرفياً .
مصر والأردن الدول التي تتسمى بالعربية، هي أكثر الدول أضرت فلسطين ولبنان، كونها تقف حائط دفاع وعازل، بل وصل بها حد التصدي للصواريخ والطيران المسير، القاصد لأهداف داخل الكيان المحتل!
هذا حال لم يحدث سابقاً ايضاً، ويدعوا للتساؤل فهل هؤلاء رؤساء ويمثلون شعوبهم؟ حيث وصلت بهم الوقاحة لمنع شعوبهم من التظاهر، للتعبير عن رأيها الذي هو بمنأى عنهم!
العار كل العار لمن وقف متفرجاً ولم يحرك ساكناً، ولم يتخذ موقفاً الكلمة والموقف، وشعب فلسطين ولبنان يتم ذبحهُ وقتلهُ وتجويعهُ يومياً.. أوليس بإمكانكم الغاء الإتفاقات المخزية، التي وقعتموها مع الغدة السرطانية، التي زرعتها بريطانيا وأمريكا بقلب المنطقة العربية؟
سياتي الغد وإذا ثارت عليكم شعوبكم، فحينها لن تنفعكم، لا أمريكا ولا بريطانيا ولا إسرائيل..