التظاهرات بين ركوب الموجة والتسقيط السياسي ...
رحيم الخالدي
المواطن العراقي كان يعيش في ضل الحكم البعثي الفاشي ذليلاً، ومسلوب الإرادة ولا يمكنه إنتقاد أي حالة في المجتمع العراقي، لتصحيح مسار معين، لأنه سيواجه سيل عارم، من الإتهامات بالخيانة والعمل لدولة معادية .
بعد تحرر العراق من تلك الصفحة السوداء، وتنفس الحرية والصعداء، دأبت أمريكا بعد السكون الذي خيم على العراق إبتكار عدو لتبقى أكثر مدة لإستنزاف العراق فكانت الطائفية هي الحل .
لا يمكن نكران جهاد الأبطال، الذين حاربوا نظام البعث لسنين عديدة، إمتدت لحين سقوطه، وما كان يخيف المحتل دخول أؤلائك المجاهدين للعراق، خوفاُ منهم كونهم يمتلكون الخبرة والدراية بالأمر الحربي، الذي ملأ كل خلية في جسمه وأصبح لا يفارقه، ويقاتل حتى في منامه، وإستهداف الشهيد محمد باقر الحكيم أول الغيث، ليشتتوا ذلك الجمع الذي تغذى بالعقيدة طوال فترة الغربة، لكنهم كانوا مخطئين بالجزم، لان القيادة لها رجال قادة بالفطرة، وتصدي عزيز العراق للقيادة غير موجود في حساباتهم، فوقعوا بالكمين الذي نصبوه، والسيد عبد العزيز الحكيم ينادي بوحدة العراقيين جميعا، لانهم شركاء بالوطن مع إختلاف اللون والدين والطائفة والمذهب والقومية والعقيدة، وهنا برز البعث بعد إحتضانهم من قبل الداعم الأكبر للإرهاب، ليبدأ عصر الطائفية! وهي لم تكن طائفية أبدا في بداية الأمر بقدر إرجاع البعث للحكم، وإسقاط الحكم الديمقراطي الجديد .
طرح فكرة الأقاليم من قبل عزيز العراق، كان حلاً ناجحا مئة بالمئة، كونه يعطي الحكومة المحلية الصلاحية الكاملة في البناء، ويكون مسؤولا أمام المركز، فكان الرفض من قبل البعث وأذنابهم المتصدي الإول، لأنه سينحى منحى غير الذي تم التخطيط له، بل لم ينتهي الأمر عند ذلك، فأتهموه بتمزيق العراق وجعله دويلات !.
عاش المواطن العراق وفي دورتين متتاليتين سابقتين، أنواع القهر والقتل والتشريد والتهجير، رافقه ضياع الأموال وتهريبها للخارج، من خلال السرقات والمشاريع الوهمية، من قبل أشخاص محسوبين على رئيس الحكومة الماضية، إضافة للخراب الذي لحقنا من ذلك، لتنتهي بضياع ثلث العراق! وتسيّد داعش الإرهابي على تلك المناطق، ومجزرة سبايكر أول الغيث .
تظاهرات خرجت ضد النقص الحاصل في كل الخدمات، ومنها الكهرباء هذا المفصل الذي بات عصيا عن التحقيق، وتنعم المواطن العراقي بالعيش الكريم، إستغلهُ الذين لا يريدون الإستقرار، وبما أن العبادي يواجه تركة ثقيلة من سلفه، الذي يحاول بشتى الوسائل للنيل منه، ولا همّ له سوى الرجوع لما كان عليه سابقاً! إلا أن العبادي لا يعمل بالحلول الجذرية، وإنتهج نفس المسار القديم لسلفه!.
جيش الكتروني يقبض من أموال الدولة، وقوت المواطن الذي يعاني الفقر والحرمان، يبث الدعايات والنيل من الناجحين، والعبادي أحد الأهداف، لكن التركيز على كتلة المواطن! التي لم تشارك في الحكومة للفترة الماضية، التي قادها المالكي في فترته الثانية، كونها فاشلة، ويحاولون بشتى الطرق الصاق التهم، وفبركة الأخبار لينالوا من الكتلة وكوادرها، التي إستلمت ثلاث وزارات، وهي الأنجح من بين الوزارات .
من يتصور أنه بهذا البرنامج السيئ، ينال من الناجحين وتبرير فشله بأعذار واهيه فهو واهم، لان الناجح لا يعرف الكلل والملل، نعم هنالك تحدث كبوة لفارس، لكنها لا تنال منه، أما الفاشلين فدأبهم التسقيط، لأنها الطريقة السهلة للتغطية على فشلهم، وكسب ود الجمهور من خلال ذلك .